المناهج وروح الدراسة ما يلوي عنقه ليًّا بعيدًا عن الإسلام، ويبعده عن عبادة الله الواحد بلا شريك، ويعبده لمختلف الأرباب التي تعبدها الجاهلية المعاصرة من دون الله!

ثم يتطرق إلى المجتمع الواسع فيجد فيه كل رذيلة يمكن أن تتصور أو لا تتصور. ويجدها تحدث كل يوم. ويجدها تحدث بغير إنكار، لأنها هي العملة السائدة في المجتمع. بل يجد الفضيلة هي الشذوذ الذي يستنكر. يقال عن صاحبها: إنه عبيط! أو إنه أحمق! أو إنه مجنون يلقي بنفسه إلى التهلكة! أما إن قام واحد في هذا المجتمع يدعو إلى تحكيم شريعة الله فقد قامت القيامة ودقت أجراس الخطر، وتنادت الجاهلية بكل وسائل إعلامها: تعالوا وانظروا: رجعي ما زال ينادي بالرجعية!! ثم يأخذونه إلى حيث يعود أو لا يعود!

فأنى له أن يربي طفله على منهج التربية الإسلامية في صورته الصحيحة المتكاملة؟!

أمر عسير أشد العسر!

ومع ذلك فهو مطالب بالعمل في هذا السبيل! مطالب بأمر الله ورسوله.. لا يملك الفكاك من الأمر، ولا يملك وهو يقف بين يدي مولاه يوم القيامة أن يقول: كنا مستضعفين في الأرض!

{بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} 1.

وهو ليس مطالبًا بالمستحيل.

{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} 2.

ولكنه مطالب بالمجاهدة بأقصى ما في وسعه من طاقة الجهد:

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} 3.

وفي حالات نادرة -بقدرات ومواهب فائقة- قد يستطيع بالفعل أن يرى طفله تربية إسلامية صحيحة, برغم كل الفساد المصبوب عليه من المجتمع الجاهلي الواغل في الفساد..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015