والالتصاق الشديد بالأم ورفض الطفل للوجوه الجديدة ولصحبة الآخرين، والعبث بالأعضاء الجنسية، ورفض أخذ بديل عن الثدي، ورفض الالتزام بمواعيد معينة للطعام أو النوم. إلخ. وإبطال هذه العادات السيئة كلها لا يكون على هوى الطفل، مع أنه أمر ضروري لسلامة نموه وسلامة تكوينه النفسي. ولا بد من مشجعات تشجعه على إبطالها، ونواه وزواجر تمنعه عنها.
هنا، وفي مرحلة باكرة جدًّا، نحتاج إلى المثوبة والعقوبة، بمقادير تتفاوت -كما ذكرنا- بين طفل وطفل.
المشي مثلًا، أو حتى الوقوف، تجربة محببة إلى الطفل جدًّا، لأنها نمو، وقدرة جديدة مكتسبة، يحقق فيها ذاته، ويحس أنه صار أكبر وأقوى و"أعظم" مما كان من قبل. ولكنها لا تتم بغير ألم وبغير جهد. ثم إنه عرضة وهو يقوم بهذا الجهد أن يقع على الأرض مرات كثيرة. تؤلم جسمه فيبكي.
عندئذ لا بد من تشجيعه لكي يعاود التجربة، ولا يمتنع عن المضي فيها بسبب الألم أو الجهد، فيتوقف نموه أو يتأخر من موعده، فتتأخر كل القدرات التالية المترتبة عليه.
والتشجيع قد يكون بابتسامة. أو بقبلة حانية من الأم أو الأب. أو بتربيتة على جسمه، أو بإحداث "هيصة" كبيرة حول الطفل يشعر فيها بالاهتمام الشديد به وبجو المودة من حوله. أو بلعبة تعطى له كمكافأة على الجهد الذي بذله, أو بشيء من الحلوى أو الطعام. أو بأي شيء مما يعرف الوالدان من دراستهما لطفلهما أنه محبب إليه ومن ثم فهو مشجع له.
وفي المرحلة الأولى تكون عملية التشجيع ضرورية دائمًا، لأن الأعمال التدريبية التي يقوم بها ليستكمل نموه شاقة بالنسبة إليه ومجهدة، ولا بد من حفزه عليها حفزًا لكي لا يتوقف نموه.
والكلام بصفة خاصة يحتاج إلى تشجيع كثير ومستمر، ذلك أن عملية مجهدة، والفشل في التعبير في مبدأ الأمر يحرج صدر الطفل ويضايقه ويشعره بالمشقة. حتى يستقيم لسانه وتصبح الكلمات أيسر على لسانه. ولا بد من الإلحاح المستمر على الطفل لكي ينطق، ولا بد كذلك من التشجيع.
والفرحة التلقائية التي يقابل بها الوالدان بداية النطق عند طفلهما هي وحدها أكبر مشجع على الاستمرار في الكلام. وذلك من الموافقات الفطرية التي