يرى أن النية قد انعقدت على عقوبته عقوبة موجعة. فطريقة التلقين لها تختلف ولا شك عن التلقين لذاك.

ولا يمكن وضع دستور مفصل لكل حالة. إنما يوضع دستور شامل للمبادئ العامة التي تستنبط منها التطبيقات المناسبة لكل حالة. وسيظل الاختلاف قائمًا بعد ذلك بين أب وأب، وأم وأم، في طريقة التنفيذ، حتى لو تشابهت المبادئ التي يأخذون منها، وتشابهت الغاية من التنفيذ.. ولا ضير من هذا الاختلاف فهو سنة ربانية في خلق الخلق، وأبرز ما تكون في خلق الإنسان، كل إنسان عالم وحده لا يتماثل قط مع أحد من هاتيك الملايين التي عمرت الأرض خلال التاريخ. إنما الضرر أن يحدث الاختلاف على الأصول والمبادئ العامة. وهذا لا يحدث حين يكون الناس مسلمين، لأن عندهم المرجع الثابت، وعندهم أمر الله إليهم:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} 1.

وحين ننتهي من تقرير هذه المبادئ الأربعة من مبادئ التربية: الحب والحنان والرعاية. والضبط والحسم. والقدوة. والتلقين. فإننا نأخذ في بسط بعض الوسائل التربوية الأخرى، فنتحدث عن التربية بالمثوبة، والتربية بالعقوبة، والتربية بالعادة، والتربية بالأحداث، والتربية بالقصة، والتربية باستنفاد الطاقة في عمل الخير، والتربية بشغل أوقات الفراغ. وكلها واردة في منهج التربية الإسلامية، ولكل منها دور تؤديه.

في نفس كل كائن بشري سوي خطان متقابلان أحدهما يتصل بالخوف والآخر يتعلق بالرجاء2.

وقد أودعهما الله الفطرة البشرية لحكمة يعلمها. وإنهما لمن أعمق الخطوط المتقابلة في كيان الإنسان، بل هما أعمقها جميعًا. وإنهما ليستيقظان في نفس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015