{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} 1.

مؤداه ألا نستقي الأصول من أي مكان في الأرضِ، إلا من كتاب الله وسنة رسوله. أما التطبيقات -أي: طريقة التنفيذ والأداء- فلا بأس باقتباس أي شيء نافع نجده في أي مكان في الأرض بحيث لا يكون متعارضًا مع الأصول المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله. مع يقين جازم في أنفسنا أن هذه الجاهلية لا تملك من ناحية الأصول إلا أحد شيئين: إما قيمًا ومبادئ ومفاهيم مشابهة لما في الإسلام، فلنأخذها إذن من مصدرها الرباني الأصلي، وإما قيمًا ومبادئ ومفاهيم مخالفة. فلا يمكن بحال من الأحوال أن يتحقق منها الخير! وإن بدت للوهلة الأولى لامعة مصقولة براقة!

أما طرق التطبيق والأداء فقد نجد عند غيرنا الكثير مما ينفع. فلا بأس من أخذه من هناك.

لا بأس -مثلًا- أن نتعرف على طريقتهم في تعويد الأطفال على الصدق، وعلى الأمانة، وعلى الشجاعة، وعلى الاعتماد على النفس, إلخ. فكلها قيم إسلامية أصيلة، نتوصل إلى تطبيقها من كل طريق نافع.

ولكن لا نأخذ منهم مثلًا مبدأ تعليق التزام الطفل بالأوامر على اقتناعه بها؛ ولا الحرية الزائدة للطفل التي لا يوقر بها الكبار؛ ولا الجو المتحلل الذي يعيش به الأطفال في الأسرة المفككة هناك. لأن هذه كلها قيم ومبادئ تخالف كتاب الله وسنة رسوله.

والأبوان المسلمان كما قلنا يستمدان توجيهاتهما لأبنائهما من كتاب الله وسنة رسوله، فإذا لم يجدا النص فيتصرفان بما لا يتعارض مع أوامر الله ورسوله. أما طريقة التوجيه والتلقين فلكل إنسان طريقته الذاتية التي يحسنها ويستحسنها. فضلًا على أن لكل طفل طريقة مناسبة له قد لا تناسب غيره. فهناك طفل تكفيه الإشارة، ويكفيه التوجيه مرة، فينطبع على التوجيه بقية حياته. وهناك طفل آخر لا تكفيه الإشارة ولا التوجيه الصريح مرة ومرات. ولا يستجيب حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015