{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} 1.

{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} 2.

فمن حق المسلم -بل من واجبه- أن يسأل: لماذا؟ حتى إذا علم أنه أمر الله ورسوله فقد انتهى السؤال ووجبت الطاعة وإلا فقد انتفى الإيمان.

والله سبحانه وتعالى -برحمته- يتفضل على البشر أحيانًا ببيان حكمة التشريع، ويعطيهم التشريع أحيانًا أخرى بغير بيان حكمته. وفي الحالين تلزم الطاعة ويلزم التنفيذ.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} 3.

فيبين لهم حكمة تحريم الخمر والميسر.

ويقول لهم أحيانًا أخرى:

{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} 4.

فلا يبين لهم حكمة التحريم.

وهذه واجبة الطاعة كتلك.

ولا يمنع الله سبحانه وتعالى البشر عن استنباط حكمة التشريع بالاجتهاد في ذلك, ولكنه لا يكل تنفيذهم لأوامره إلى معرفتهم بحكمة هذه الأوامر.. فهو العليم بها وبما وراءها من خير. وعلى البشر الطاعة في كل حالة ولو جهلوا الحكمة، لأن الطاعة هي العبادة التي خلق الله الجن والإنس ليقوموا بها:

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 5.

ومنهج التربية الإسلامية يقوم على ذات القاعدة، لأنه مستمد من كتاب الله وسنة رسوله، أي: من مصادر الوحي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015