يرتبط بهم برابطة الحب والتعاون الضروريين لبناء البشرية. وليس أقل هذه النتائج سوءًا أن ينزوي الطفل وينطوي على نفسه فيكون سلبيًّا لا ينتفع منه المجتمع بشيء.

والأم المسلمة عليها أن تدرك ذلك بادئ ذي بدء.

عليها أن تدرك أنه لا شيء على الإطلاق ينبغي أن يحول بينها وبين منح الطفل حاجته الطبيعية من الحب والحنان والرعاية. وأنها تفسد كيانه كله إن هي حرمته حقه من هذه المشاعر، التي أودعها الله برحمته وحكمته في كيانها بحيث تنفجر تلقائيًّا لتفي بحاجة الطفل، حين تسير الأمور في مسارها السوي ولا تتدخل الجاهلية لتلويَها عن الطريق.

كذلك عليها أن تدرك في نفس الوقت أن هناك قدرًا مضبوطًا من الحب والحنان والرعاية هو المطلوب. وأن الزيادة فيها كالنقص، كلاهما مفسد لكيان الطفل في مقبل حياته.

الزيادة تؤدي إلى التدليل. والتدليل يؤدي إلى رخاوة الكيان النفسي للطفل -فتى كان أو فتاة- والرخاوة عيب في البناء تجعله غير متماسك، وغير صالح للاعتماد عليه في مهمات الأمور. وظروف الحياة لا تتركنا لأنفسنا ولا ترحم رخاوتنا:

{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ} 1.

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} 2.

والمدللون ذوو الطبائع الرخوة لا يقدرون على الكدح، فيتعبون في حياتهم ويُتعِبون.

والأم المسلمة عليها أن تدرك أن الإسلام جهاد دائم في الأرض. جهاد لتكوم كلمة الله هي العليا.. حهاد يشترك فيه الرجل والمرأة كلاهما.. كل في دوره ووظيفته وما هو مهيأ له. وأن الطفل الذي ينشأ اليوم -فتى كان أو فتاة- هو رجل الغد أو امرأة الغد. وكلاهما -في الإسلام- يؤدي دوره في الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا. فينبغي أن يؤهل لهذا الجهاد منذ اللحظة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015