وليس معنى ذلك أنهم سيصبحون ملائكة لا يخطئون! كلا.. إن كل بني آدم خطاء. ولكن خير الخطائين هم التوابون كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذلك لم نقل إنهم لا يخطئون. إنما قلنا فقط إنهم لا يتبجحون بالخروج على أوامر الله! فإذا أخطئوا. ولا بد لكل بشر أن يخطئ.. عادوا إلى الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا عليها وهم يعلمون.

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} 1.

كما أن الأب المسلم والأم المسلمة شخصان متحابان في الله، متعاونان على إقامة الإسلام في ذات نفسيهما، يأتمران بالمعروف ويتناهيان عن المنكر، ويتناصحان في الدين.

{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} 2.

وليس معنى ذلك أنه لا يقع بينهما خلاف ولا شقاف ولا عتاب. فهذا لا يمكن أن يتحقق في عالم البشر. ولم يتحقق في بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة البشرية كلها، والذي قال القرآن في أزواجه رضوان الله عليهن: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} 3.

إنما معناه أنهما يئوبان سريعًا إلى الله، فلا يستمر الخلاف والشقاق والعتاب، ولا يصبح هو الصورة الغالبة على الحياة.

وغني عن البيان أن الأب المسلم والأم المسلمة لا يخدع أحدهما الآخر ولا يغشه ولا يكذب عليه "في غير المباح! " ولا يدبر له المكائد ولا يخونه ولا يسرقه ولا يسعى إلى دماره. وحتى إن كان أحدهما يكره الآخر فقد أمرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015