بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} 1.

{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} 2.

وهكذا ... بكل الوسائل. يحرص على بقاء هذه الرابطة مستقرة جهد الطاقة، ولا يفرط فيها إلا أن تصبح الحياة في ظلها مستحيلة لأسباب غير قابلة للعلاج، فعنئذ لا يكون هناك حل إلا الانفصام، و "أبغض الحلال إلى الله الطلاق" 3.

والملحوظ في هذه التوجيهات كلها، كما هو الملحوظ في التشريعات والتنظيمات، أن تكون الأمور في الوضع الأمثل بالنسبة للرجل والمرأة كليهما، بما يعلم الله من طبائعهما، وبما كلفهما من تكاليف تتعلق بمهمة الخلافة في الأرض:

{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} 4.

كل في دوره وفي وظيفته, وبما هو مهيأ فطريًّا لأدائه.

ولكن من الواضح كذلك أنها تهدف إلى ما وراء الرجل والمرأة في ذاتهما.

تهدف -بتوفير الاستقرار النفسي والعصبي والاجتماعي والاقتصادي للرجل والمرأة- إلى تهيئة الجو الصالح للأمومة والأبوة، لتنشئة الأجيال المقبلة في أنسب وضع لهذه التنشئة وأفضل وضع. فلا شيء ييسر التربية السليمة ويجعلها أقرب إلى إيتاء الثمرة المرجوة من الجو المستقر حول الطفل، والحب المرفرف حوله من خلال الأبوين، ولا شيء يفسد التربية ويجعلها أبعد عن إيتاء ثمرتها من جو القلق العصبي والنفسي والفكري والروحي، والجو المشحون بالبغضاء والشقاق والتوتر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015