وتصعيب الحياة الاقتصادية وتعقيدها -بخبث- بحيث لا يكفي فيها إيراد الرجل وحده لإقامة بيت وأسرة، لكي تكره المرأة على العمل، أو لكي تجد المبرر الظاهري لهجر البيت والخروج للعمل.

لئن كان هذا هو الجنون الذي أصاب الجاهلية الحديثة، فإن المرأة العاملة المتزوجة ذات الأولاد لهي التي تصرخ مستجيرة من ذلك الجهد المهلك المضني، خاصة بعد أن تكثر مطالب الأسرة وتتعدد, وتكون قد شبعت في ذات الوقت -ولو قليلًا- من مهمة الإغراء لجميع الرجال، وتلقي الإعجاب من جميع الرجال!!

ولقد كان الإسلام أرأف بها وأرحم، وأعلم باحتياجاتها واحتياجات الطفولة واحتياجات البشرية كلها وهو يضع هذه التشريعات وهذه التنظيمات.

وكفلت التشريعات والتنظيمات كذلك وجود قوامة مسئولة عن شئون الأسرة كلها، وجعلت هذه القوامة في يد الرجل الذي هو الزوج والأب كذلك.

ولئن كان من جنون الجاهلية الحديثة إثارة المرأة وإحراج صدرها من قيام الرجل بالقوامة عليها, وعلى الأطفال كذلك بوصفه الزوج والأب، فلقد أكرهت هذه الجاهلية أخيرًا على الاعتراف بأن أهم أسباب تشرد الأجيال الحديثة من الشباب، وانغماسهم في انحرافات الشذوذ الجنسي، وانحرافات المخدرات، وانحرافات الجريمة، هو غياب سيطرة الأب، سواء لطغيان شخصية المرأة عليه في داخل الأسرة، أو لتفكك الأسرة وعدم وجود المجال للرجل صاحب السلطان.

ولقد كان الإسلام أعرف باحتياجات البشرية السوية وهو يجعل القوامة للرجل داخل الأسرة، ولم يكن ليستجيب لانحرافات الجاهلية -أية جاهلية- وهو المنزل من عند الله العليم الحكيم:

{قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} 1.

{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} 2.

وأما توجيهات الإسلام فهي تدعو إلى توفير أكبر قدر من الاستقرار لهذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015