الباب الثالث: مع الطفولة حتى الصبا

"ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" 1.

أي إنه يولد على الفطرة السوية، وأبواه يجعلان هذه الفطرة تستقيم على طبيعتها السوية أو يعملان على انحرافها، وذلك حسب التوجيه الذي يوجهانه به، أو التربية التي يربيانه عليها.

ومن ثم كانت التربية مهمة خطيرة في حياة البشرية. لا حياتها الدنيا فحسب، وهي التي يحرص عليها البشر كافة، ولكن حياتها الآخرة كذلك، وهي التي لا يحرص الناس عليها في جاهليتهم، ولكن المؤمنين يحرصون أشد الحرص عليها.

ومن البدائه في منهج التربية الإسلامية أنه ينبغي أن يكون الوالدان مسلمين حتى يمكنهما تنشئة أطفالهما تنشئة إسلامية. ومع بداهة هذه الحقيقة فكم من الذين يقولون بأفواههم إنهم مسلمون. يحرصون على إسلامهم فهمًا أو ممارسة؟!

كم منهم يؤدي شعائر الإسلام التعبدية، فيصلي ويصوم، ويؤدي الزكاة إن كان ممن تجب عليهم، ويفكر في الحج إن كان من القادرين عليه؟ فضلًا على أن يعرف أن "لا إله إلا الله" معناها تحكيم شريعة الله، فيسعى إلى تحكيمها، أو على الأقل ينكر بقلبه حكم الجاهلية، وهو أضعف الإيمان الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه ليس وراءه من الإيمان حبة خردل؟!

"ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره. ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون. فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015