{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ، وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ، أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} 1.
أما هذه الأجيال القائمة، التي تربت في ظل المخطط الصليبي الصهيوني لمحاربة الإسلام، فهي في حاجة إلى جهد ضخم لاستيعاب هذه الحقيقة, التي لم يكن المسلمون يحتاجون فيها إلى كلمة واحدة خلال القرون! ولأن الحقيقة معماة عنهم -عن قصد- فالجهد ليس هينًا في الحقيقة. فأنت تقول لهم: لكي نكون مسلمين فلا بد أن نتحاكم إلى شريعة الله، فيقولون لك: إننا مسلمون بلا إله إلا الله!
وأيًّا كان الجهد المطلوب وصعوبته، وأيًّا كان الحرج الذي يصيب الدعاة في سبيل توضيح هذه الحقيقة، فقد تحددت لنا نقطة البدء على أي حال، وذلك من الأهمية بمكان.
ثم إنه لا يكفي بطبيعة الحال أن نقول وأن نعلم. إنما ينبغي أن نعمل بما نقول وبما نعلم، وإلا فقد حق علينا القول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} 2.
فعندما تستقر هذه الحقيقة -حقيقة "لا إله إلا الله"- في الأذهان، فينبغي أن تتحول إلى رصيد واقعي في حياة الناس. فإذا كانت لا إله إلا الله معناها اتباع منهج الله بعد الإيمان بوحدانيته سبحانه وتعالى, فينبغي أن نعمل على تحويل حياتنا كلها لتستقيم على منهج الله في كل شيء: في سياسة الحكم، في سياسة المال، في سياسة المجتمع، في الأخلاق، في علاقات الجنسين، في علاقات الأسرة، في نظم التعليم، في وسائل الإعلام، في كل شيء على الإطلاق.