الباب الثاني: موضع القدوة في جماعة الرسول صلى الله عليه وسلم

أين موضعنا اليوم من جماعة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ كيف نقتدي بها؟ وما موضع القدوة فيها؟

هل نحن امتداد لها على خط لم ينقطع؟ أم نحن بدء جديد يبدأ على طريقتها؟ وإن كنا بدءًا جديدًا فمن أين نبدأ؟ نبدأ من نقطة الصفر في مكة؟ أم من مرحلة متأخرة في مكة؟ أم من نقطة البدء في المدينة؟ أم من نهايتها؟ وهل يمكن أن يعاد الشريط كما هو في أي مرحلة من مراحل التاريخ؟

أسئلة ينبغي أن نحدد إجابتها على وجه الدقة، لنعرف طريقنا، ونعرف خطوات عملنا، ونعرف خطوات عملنا، ونعرف ما يحتاج إلى تركيز أكثر أو تركيز أقل.

وينبغي أن نواجه أنفسنا في صراحة وشجاعة، إن كنا حقًّا جادين في العمل من أجل الإسلام والتربية الإسلامية. فما أخسر المجاملة في هذا الشأن بالذات! نضحك على أنفسنا ثم لا نصنع شيئًا في الحقيقة, ثم نوهم أنفسنا أننا عاملون!

إننا -دون التعرض للحكم على أعيان الناس- نعيش في مجتمع جاهلي منقطع الصلة بالإسلام!

وقد تحدثت عن هذه القضية في غير هذا الكتاب1 بما لا أحتاج أن أعيد نقله هنا في هذا الكتاب، ولكني أقول في أقصى اختصار ممكن: إن حكمنا على هذا المجتمع بأنه مجتمع جاهلي ليس حكمًا على أفراده. إنما معناه فقط إن "المظلة" التي لا تظلل الناس في هذا المجتمع هي مظلة جاهلية؛ لأن شريعة الله ليست هي المحكمة في الأرض، ولأن الصورة الغالبة على هذا المجتمع ليست هي الصورة الإسلامية، ولأن الأفكار والتقاليد وأنماط السلوك التي تحكم المجتمع ليست هي الأفكار ولا التقاليد ولا أنماط السلوك التي أمر بها الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015