لما حرمت الخمر أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديًا ينادي في طرقات المدينة: أيها الناس. ألا إن الخمر قد حرمت. وكانت كلمة واحدة وكان فيها الكفاية. رووا عن أنفسهم قالوا: فقام كل واحد إلى ما كان في بيته من زقاق وأدنان فأراقها في الطريق. حتى بقيت طرقات المدينة أيامًا يشم منها رائحة الخمر. ومن كان في فمه شربة رماها. نعم. هي الطاعة الكاملة والامتثال الكامل. حتى من كان في فمه شربة قذف بها ولم يبلعها.. وإن أحدًا لا يراه إلا الله.. ودول "متحضرة" تبذل جهدها في مقاومة السكر الزائد عن الحد، الذي يؤدي إلى ارتكاب الجرائم من قتل واغتصاب وحوادث طريق، فلا يكون من جهدها الجاهد إلا زيادة السكر وزيادة المخمورين!
ونماذج الجهاد في سبيل الله.
الرجل الذي يقول: أليس بيني وبين الجنة إلا أن أقتل هذا الرجل أو يقتلني؟! ثم يلقي بنفسه في المعركة فيستشهد.
والذي يأخذ تمرات في يديه، ثم يأخذ في أكل تمرة منها، فإذا الجنة تشده إليها، ورغبة الاستشهاد في سبيل الله تملك عليه نفسه فيتعجل الذهاب ولا يصبر حتى يكمل تمرته، فيلقيها عنه وهو يقول: لئن بقيت حتى أنتهى منها إن هذا لأمر يطول. ويذهب إلى الجنة التي تناديه.
نماذج ونماذج ونماذج لا تتسع لها هذه السطور.
ولكن حسبنا أن نقول إن هذه الجماعة التي ربيت على هدى القرآن، وعلى عين الرسول صلى الله عليه وسلم، هي التي كتبت التاريخ.