في أمنه وسلامته. ولكن حقيقة الإيمان لا تتبين -حتى لصاحبها- إلا بالابتلاء كما تدق المسمار في الحائط فتحسبه راسخًا لأول وهلة ما دام ثابتًا في مكانه، ولكنك لا تأمن عليه حتى تختبره. فتضغط عليه بأصبعك أو تحاول انتزاعه. ثم لا تعلق عليه شيئًا إلا إذا ثبت بعد الاختبار!

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} 1.

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} 2.

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} ؟ 3.

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} 4.

كلا! لا بد من الابتلاء. لترسيخ العقيدة ذاتها، استعدادًا لإقامة البناء.. تقول عقيدة لا إله إلا الله؛ إن الله هو الضار النافع وحده، وإنه هو المسيطر وهو المدبر بغير شريك، وإنه لا يحدث شيء في الأرض إلا بما أراده الله. ويؤمن الناس بذلك إيمانًا سهلًا في الرخاء، ويحسبون هذا الإيمان راسخًا، ويحسبونه قضية منتهية لا تحتاج إلى مراجعة.

ثم.. يحدث الابتلاء.

ويصبح أهل الحق في موقف الضعف والهوان والذلة. وأهل الباطل في موقف السيطرة والسطوة والاستعلاء، وفي موقف العدوان كذلك والإيذاء.

أو ما زال ذلك "المؤمن" يؤمن بأن الله هو الضار النافع وحده؟! أم تسرب الشك إلى نفسه دون أن يحس، وحسب أن أولئك الطغاة يملكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015