استعداده لتلقي مزيد من الخير والانفتاح على مزيد من الآفاق!

كيف يحدث ذلك؟

إنه كذلك ليس سرًّا غامضًا ولا هو بالسحر، وإن بدا في نظر الناس أقرب إلى السحر..

إن "المشاركة الوجدانية" حقيقة نفسية معروفة، وحين تكون المشاركة في الخير، يتضاعف الخير! ويتضاعف نصيب كل واحد من الخير!

إن رؤية أخ لك على الهدى يؤنس طريقك، ويشعرك أنك لست وحدك على الطريق. ثم إن ممارسة الأخوة معه في صورة واقعية تعمق مشاعر الأخوة في نفسك في كل مرة، فتحس في كل مرة أنك تعيش الإسلام بالفعل من خلال مشاعر الأخوة تلك، فيزيد رصيد المشاعر الإسلامية في نفسك. ثم تتعاونان على الخير، في جو المودة الذي يجمعكما، فينضاف إلى الرصيد معنى آخر من معاني الإسلام -هو التعاون على البر والتقوى- فيتضاعف الرصيد في نفس كل منكما. وهكذا في سلسلة متصلة الحلقات تعمق مشاعر الإسلام في النفس, ويتضاعف رصيد الإنسان الواقعي منه، كما يلتقي الصوت والصدى في مكان واحد فيتضاعف الصوت، أو كالمرايا العاكسة تزيد من قوة الضوء.

والمربي الأعظم صلى الله عليه وسلم يتولى أصحابه بالرعاية.

إن التربية -في عالمنا- موهبة وعلم وفن.

موهبة تجعل إنسانًا من الناس، بتركيبه الجسمي والعقلي والنفسي والروحي، أقدر على التربية والتوجيه من إنسان آخر. وعلم وخبرة يتعلمهما الإنسان من الكتب أو من تجارب الآخرين أو من تجاربه هو الشخصية. وفن يطبق به العلم الذي تعلمه بصورة صحيحة تناسب الحالة التي أمامه.

وقد أوتي المربي الأعظم -صلى الله عليه وسلم- ذلك كله وأكثر منه، إلهامًا وعلمًا لدنيًّا من الله تبارك وتعالى، إذ صنعه على عينه ليكون للعالمين هاديًا ونذيرًا.

إن المربي ينبغي أن تكون فيه صفات معينة تؤهله لهذه المهمة الخطيرة. ينبغي أولًا أن يحس الشخص الذي يتلقى التربية أن مربيه أعلى منه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015