بمشاعر الكراهية؟ هل تبدأ بمشاعر محايدة لا حب فيها ولا بغض؟ هل تبدأ بشعور من عدم المبالاة، يستوي عندك أن تعرفهم أو لا تعرفهم، أن يكونوا سيئين أو يكونوا طيبين؟
تلك أنواع أربعة متباينة من المشاعر في بدء التعامل، وهي كلها بدائل على خط واحد من خطوط الاتصال. وهناك بدائل أخرى على خطوط أخرى: هل تعاملهم باستعلاء؟ هل تعاملهم بتواضع لإحساسك بأنك أقل منهم؟ هل تعاملهم على أنهم أنداد لك؟ هل تعاملهم بتواضع وأنت على ثقة من نفسك؟ تلك أربعة بدائل أخرى على خط الإحساس بالذات.
هل تعاملهم وفي حسك أن تسيطر عليهم وتتزعمهم وتخضعهم لك؟ هل تعاملهم وفي حسك أن تخضع لهم وتذوب فيهم؟ هل تعاملهم وفي حسك أنه لا سلطان لك عليهم ولا سلطان لهم عليك؟ تلك ثلاثة بدائل أخرى على خط الإحساس بالسلطان "وهو غير الإحساس بالذات, وإن كان مشتركًا معه في بعض مظاهره. ولكن لتوضيح الفارق بينهما نقول: إنك قد تعامل الناس باستعلاء وليس في نيتك أن تسيطر عليهم، لأنك تحس إحساسًا مضخمًا بذاتك دون أن تكون لديك نزعة السلطان. ومن هذا النوع أشخاص ممن يسمون أنفسهم أدباء وفنانين ومفكرين! يستعلون على الناس ولكنهم لا ينزعون إلى السيطرة عليهم، بل قد يعتزلون الناس عزلة كاملة"!
ثم، هل تتعامل معهم بجفوة دائمة؟ أم تتعامل معهم برقة دائمة؟ أم تتعامل معهم حسبما يقتضيه موقفهم؟ تلك بدائل ثلاثة على خط "المزاج" النفسي للإنسان.
ثم، هل تنزع إلى التعاون معهم إذا حدث ما يستدعي التعاون؟ أم تنكمش عن التعاون ضنًّا بجهدك عليهم؟ هذان بديلان على خط الأنانية والغيرية.
وهل تسارع إلى تقديم المعونة أم تتثاقل في تقديمها؟ هذان بديلان على خط المزاج النفسي ولكن من جانب آخر غير جانب الجفوة والرقة.
وهكذا.. وهكذا.. عشرات من البدائل على عشرات من الخطوط في ألوان مختلفة من التعامل مع الآخرين.
متى تنضج هذه "العمليات" النفسية وكيف تنضج إن لم تكن في داخل الجماعة؟!