الذي هو أدنى بالذي هو خير: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} 1.

فكيف إذا كنا حين نتنكب طريق الله، ونأخذ الحلول الجاهزة من الشرق أو الغرب، لا نزيد إلا مذلة وهوانًا في الأرض، فوق تعرضنا لسخط الله في الدنيا والآخرة سواء.

{يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ، يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} 2.

وذلك كله فضلًا عن أن الحلول الجاهزة ليست حلولًا سحرية تعمل في ذات نفسها، وإنما لا بد لها لكي تؤتي ثمارها من بذل الجهد، والصبر على الجهد، والصبر على المعاناة. فأي عاقل في الدنيا يرضي لنفسه أن يبذل الجهد في طريق يؤدي إلى خسران الدنيا والآخرة، ولا يبذله في السبيل الواصل المؤدي إلى الخير، في الدنيا والآخرة سواء؟!

وليس معنى ذلك -في مجال التربية الذي نحن بصدده- أن نغلق قلوبنا وعقولنا دون تجارب البشرية النافعة، فلا ذلك مما يأمر به العقل، ولا هو من أوامر الإسلام!

الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها.

إنما معناه على وجه التحديد أن تكون قاعدة حياتنا هي الإسلام. ومنهج حياتنا هو الإسلام. ومنهج حكمنا هو الإسلام. ومنهج سياستنا واقتصادنا واجتماعنا هو الإسلام. ومنهج أخلاقنا هو الإسلام. ومنهج تربيتنا هو الإسلام.

ثم نأخذ من تجارب البشرية -في حرية كاملة- كل ما يفيدنا ولا يتعارض مع الإسلام.

وإقرار منهج التربية الإسلامية وتنشئة الأجيال عليه في حاجة إلى جهد ضخم, وتغيير شامل لكل صور الحياة في مجتمعاتنا الجاهلية المعاصرة، التي تتمسح بالإسلام تمسحًا ثم تأبى أن تنفذ في واقعها شيئًا من تصورات الإسلام ومفاهيمه أو أنماط سلوكه العملية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015