الإسلامي بأيديها أو بأيدي عملائها, تلك الحرب الضارية الضروس؟ أم لا بد له من قاعدة صلبة من الداخل تحميه؟ وكيف تتكون هذه القاعدة إلا عن طريق الدعوة الطويل. الذي يتعرض فيه الدعاة لما يتعرضون له من ابتلاءات ومشقات، وتضحيات وعذابات.. ولكنه ينبغي أن يبقى موصولًا لا تنقطع فيه خطوات السالكين؟!

وأما الفريق الآخر فهو فريق الكسالى العازفين عن الجهد، المشفقين من تحمل التكاليف.. أو هو فريق العبيد المستعبدين بأرواحهم وأفكارهم "للسادة" في الشرق أو الغرب سواء!

وإلا فليراجع هؤلاء تجربة قرن كامل من الزمان أو قرابة قرنين في الحقيقة، كان "المسلمون" خلالها يجرون وراء "الحلول الجاهزة" من الشرق والغرب.. ما الذي أنتجته تلك التجربة الطويلة وما دلالتها؟

هل تغير وضع المسلمين وما هم فيه من خزي وهوان دولي؟

ألم تضع في تلك الفترة فلسطين؟

ألم يتعرض المسلمون للمذابح في إفريقيا وآسيا من تشاد إلى أرتيريا إلى الهند إلى الفلبين؟

بل.. ألم تدخل الجيوش اليهودية بلادهم، واستقرت فيها مدى من السنين؟ ثم أين يذهب المسلمون من الله إن أخذوا الحلول الجاهزة من الشرق أو الغرب ولم يأخذوا الحل من الإسلام، حتى لو كانت الحلول الجاهزة تحل مشكلاتهم بلا جهد، والإسلام لا يحلها إلا بالجهد المعنت، وبالتكاليف الباهظة، وبالمشقات؟

هل لنا في ذلك خيار؟

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} 1.

فهل يحق لنا -حتى لو كانت الحلول الجاهزة تعطينا ثمرة حقيقية- أن نتنكب المنهج الرباني، ونأخذ من مناهج البشر القائمة على غير الإسلام، ونستبدل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015