{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} 1.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} 2.
{وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} 3.
وإن فريقًا من الناس ليستبطئون الطريق.. طريق الدعوة الطويل، الذي لا يغير الأحوال في سنوات قليلة، وقد لا يغيرها في جيل واحد من الزمان، إنما يحتاج إلى جهد متواصل في أكثر من جيل، ويتعرض -بسبب العداوات المكثفة المرصودة للإسلام في الداخل والخارج- يتعرض للضرب المستمر وللتعويق.. بل يتعرض أحيانًا إلى ألوان من التعذيب الوحشي لا مثيل له في التاريخ.
فأما الذين يستبطئون الطريق وهم مصرون على الإسلام لا يرضون به بديلًا لأنهم يعرفون أنه الحق، ويعرفون أنه خير الدنيا والآخرة، فهم يفكرون في حلول سريعة, لعلها تكون أقدر على تحقيق الأمل المنشود في فترة قصيرة من الزمان.
وأما الذين يستبطئون الطريق والإسلام ليس همهم الأول، أو ليس همهم على الإطلاق، فيقولون: ماذا علينا بهذا الجهد الطويل كله، فوق ما فيه من معاناة ومتاعب وتضحيات؟ وما لنا ألا نأخذ "الحلول الجاهزة" ممن سبقنا من الأمم في الغرب أو الشرق، فننهض سريعًا من كبوتنا، ونعوض في زمن سريع ما تخلفناه في أجيال؟!
فأما الفريق الأول فهو جاد ومخلص، ولكنه عجلته لا تؤدي به إلى شيء! فمن ذا الذي يسند الحكم الإسلامي حين يقوم؟ أتسنده القوى العالمية في الشرق أو الغرب وهي التي تتربص بالمسلمين الدوائر، وتحارب حركات البعث