يسألني كثير من الناس، من الشباب خاصة، كيف نطبق الإسلام؟ كيف نصبح مسلمين؟ كيف ننشئ المجتمع المسلم؟ إننا على يقين من أن الإسلام هو الخير المطلق، والحق الذي لا مرية فيه، ولكن كيف نطبقه في هذا المجتمع البعيد بواقعه عن حقيقة الإسلام؟ أو -على الأقل- كيف نمارس الإسلام في حياتنا الخاصة في وسط أحوال في هذا المجتمع بعيدة كل البعد عن مبادئ الإسلام، بل مناوئة له في أكثر الأحيان؟!
وهذه أسئلة جادة، ومشكلة حقيقية تواجه الراغبين حقًّا في تطبيق الإسلام. ولا بد من إجابة صريحة واضحة لهذه التساؤلات الجادة. وإلا فسيظل في أعناقنا أمام الله وزر الحيرة التي يقع فيها كثير من الناس -من الشباب خاصة- الذين يرغبون أن يكونوا مسلمين بحق، ثم لا يجدون الطريق.
وما أزعم أن عندي -ولا عند أحد على الإطلاق- حلولًا سحرية لهذه المشكلات! بل إنه لا توجد في الواقع حلول سحرية لأية مشكلة في الأرض على الإطلاق!
إنه لا بد لحل أية مشكلة في حياة الناس من بذل الجهد البشري، ومن العزيمة الصادقة مع الجهد المبذول، وبغير الجهد لا تأتي الثمرة المرغوبة ولو وجدت النية الطيبة ووجدت التمنيات. وذلك من صميم التوجيه الإسلامي للمسلمين:
{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا، وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} 1.
ولئن كان الكلام في الآية عن العمل للآخرة فإن العمل للدنيا كالعمل للآخرة, سواء في حس الإسلام2 ... لا بد فيه من الأخذ بالأسباب، مع وجود النية الصادقة، ومع التوجه إلى الله بالتوفيق. وذلك هو المعنى الحقيقي للتوكل على الله. وما عداه فهو تواكل لا يعرفه الإسلام.
بل إنني لا أزعم -ولا أظن إنسانًا جادًّا مخلصًا يستطيع أن يزعم- أنه