يبدهك بفاعليته وإيجابيته.
إنه -بطبيعة إيمانه- لا يملك أن يكون سلبيًّا في الحياة.
إن دفعة الإيمان الحية المتحركة تدفعه دفعًا لتحقيقها في عالم الواقع المشهود المحسوس.
وإن دستور الله ومنهجه المفضل ليحتم عليه -بمقتضى إيمانه بأحقيته وأفضليته ووجوبه- أن يعمل على تنفيذه وتحويله من واقع شعوري إلى واقع عملي.
وإن طبيعة تصوره لحقيقة القوة الخالقة، وحقيقة الإيمان وحقيقة الكون، وحقيقة الإنسان، وارتباطها بعضها ببعض، لينشئ له رأيا ذاتيًّا في كل أمر يعرض له أو يعرض أمامه، رأي موجه بتوجيهات المنهج، ومسترشد بوصاياه. ومن ثم لا يملك أن يكون سلبيًّا إزاء حادث أو فكرة أو رأي أو عمل، ما دام له تصور خاص لما ينبغي أن يكون عليه الحادث والفكرة والعمل.
ثم طاقته الحيوية التي رباها الإسلام ... رباها لتعمل، لا لتظل مخزونة بلا انتفاع. تعمل لتعمير الأرض وترقيتها بمقتضى إرادة الله. فهو لا يمكن أن يظل خاملًا كسولًا متواكلًا ينتظر حتى تدفعه الأحداث، ولا يتحرك هو مع الأحداث وقبل الأحداث.
ومن إيجابيته الفعالة يقف في طريق الشر.
إنه لا يمكن أن يسمح للشر أن يعدي من جانبه وهو يملك وقفه أو تغييره. ذلك مخالف لما في طبعه من إيجابية، ومخالف لقواعد الإيمان.
وإنما هو يجاهد هذا الشر ما وسعه الجهاد. وحتى إن غلب لا يسلم قلبه للشر، وإنما يغير المنكر في قلبه، وهو أضعف الإيمان.
وهو بمقتضى إيجابيته وفاعليته شخص استقلالي النزعة.
استقلالي بمعنى أنه شاعر بوجوده وأهميته ووزنه في هذه الحياة. وعامل بمقتضى ذلك الشعور.
وهو لا يشعر بأهميته بوصفه فلانًا ابن فلان، المعتز بكذا من الحسب