قيل: يا رسول الله من أين لنا صدقة نتصدق بها؟ فقال: "إن أبواب الخير لكثيرة: التسبيح والتحميد, والتكبير والتهليل, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتميط الأذى عن الطريق وتسمع الأصم وتهدي الأعمى, وتدل المستدل عن حاجته. وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف" 1.
بل إنساني النزعة حتى وهو يشتد ويحارب ويقتل في سبيل الله:
"إن الله كتب الإحسان على كل شيء. فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته" 2.
والحب.. القدرة على الحب.. سمة بارزة من سمات الإنسان الصالح المؤمن. بل هو إنسان بمقدار ما يقدر عليه من الحب: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" 3, الحب الخالص الذي لا ينتظر جزاء ولا شكورًا ولا يهدف لكسب. الحب في الله.
إنها العظمة النفسية من الداخل، والغنى النفسي.. هو الذي يفيض على الناس بالحب ويمنحهم العطاء. لأنه يستمد من معين ضخم لا ينفد.. معين الحب الإلهي الزاخر الفياض.
ومن حبه للناس يحب لهم الخير، ويدعوهم إلى الخير.
إنه حين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر -وتلك سمة دائمة من سماته- يصنع ذلك لأنه يحب للناس الهدى ويحب لهم الخير. لا لأنه يحب أن يسيطر عليهم ويسوقهم أمامه فيطيعوه.
وهو كريم ذو مروءة تنفعل نفسه بآلام الناس فيسرع إلى نجدتهم، يبذل لهم المعونة ويبذل لهم من جهده وماله: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ} 4.