إلى المجتمع الذي يسانده ويرسخ في نفسه الإيمان بالفضائل التي يؤمن بها، ويساعده بالقدوة الصالحة على تحويلها إلى سلوك عملي في واقع الحياة.

والسمة الأولى للمجتمع الإسلامي أنه مجتمع متحرر وفي ذات الوقت نظيف.

والتحرر في مفهوم الإسلام معنى شامل جدًّا وعميق.

تحرر من كل ما يكبل النشاط السوي للفرد والجماعة. تحرر من كل القيم الزائفة والعوائق التي تعوق رفعة البشرية وتقدمها ونماءها.

تحرر على مستوى الإنسان، وليس انفلاتًا من قيود الإنسان. ومن ثم فهو تحرر نظيف لا يلتبس بانطلاق الحيوان.

حين يتحرر الإنسان من كل عبودية غير العبودية لله الحق، فإنه يحس بنفسه قوة هائلة فاعلة منشئة موجهة، لا تتقيد بشيء غير الحق، ولا تخضع لشيء إلا ما أمرها به خالقها وهو دائمًا حق. حينئذ تنطلق تنشئ في واقع الأرض نظامًا يحقق ذلك التحرر المستمد من طاعة الله، المحقق لمنهج الله.

وفي المجتمع المسلم -الذي تقوم فيه العلاقات كلها مرتبطة بالله- يتعاون الناس على البر والتقوى, ولا يتعاونون على الإثم والعدوان. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله. ويتعاونون على تهيئة الجو للأجيال الناشئة أن تتربى في ظل العقيدة النظيفة من الأدران.

في هذا المجتمع يتعاون الحاكم والمحكوم على تنفيذ منهج الله في تقويم البشرية. منهجه الشامل الذي يتناول الإنسان فردًا وجماعة، واقتصادًا واجتماعًا وحربًا وسلامًا وتنظيمات وشرائع.

ويتعاون الفرد مع أخيه في إقامة المجتمع الصالح.

ويتعاون الرجل والمرأة في تنشئة الأجيال.

في هذا المجتمع توجد الحكومة المسلمة والشعب المسلم والاقتصاد المسلم والاجتماع المسلم والأسرة المسلمة والمدرسة المسلمة والصحيفة المسلمة والإذاعة المسلمة والفن المسلم.

ويوجد بطبيعة الحال الرجل المسلم والمرأة المسلمة1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015