والشاب والشابة اللذان يجدان كل قيم المجتمع معكوسة، وكل فضائله في التراب.
الذي يصل هو الوصولي المنافق، والذي ينجح هم العبيد.
الذي يحافظ على كرامته، أو يحافظ على دينه، أو يحافظ على أخلاقه هو في ذيل الصف, إن لم يكن في أسوأ مكان.
والتي تحافظ على دينها وأخلاقها وكيانها منبوذة من الجميع.
الفتاة النظيفة لا تجد أن تتزوج، ولا تحقق -في نظافة- رسالتها في الحياة.
والفتى النظيف في حيرة من أمره لا يصل إلى شيء مما يريد.
وهذا إن ظلا على نظافة.
فهذا الإغراء العنيف كله، والفتنة الجائحة، والصور المثيرة، والنسوة العارية، والمشية الخليعة، والقصة الخليعة، والنكتة الخليعة، والأغنية الداعرة، والاختلاط الدنس، والجو الموبوء ...
ما نتيجة هذا كله بالنسبة للأطفال والمراهقين والشباب؟
كيف يكونون مسلمين؟
كلا.. لا يمكن أن نحلم في الخيال، ونفترض أن يكونوا مسلمين.
إنما الذي يحدث فعلًا -وتلك سنة الله في الأرض مع كل فكرة يريدها الله أن تنجو وتنفع وتمكث في الأرض- أن قلة من الناس، أفرادًا معدودين، يحققون البطولة. يمسكون في أيدهم القياد. يرتفعون على المجتمع الدنس وعلى أنفسهم، فلا ينجرفون في التيار، ولا يغرقون في الوحل، يمسكون في أيديهم الراية التي يتجمع حولها النظيفون والنظيفات، ويتكون المجتمع المسلم على أيديهم: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} 1 {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} 2.
المجتمع المسلم ضرورة للتربية الإسلامية.
فلن يكون كل الناس أبطالًا يعيشون في الدنس على نظافة، ويعيشون في الوكسة مرتفعين، والفرد العادي -مهما بذل في تنشئته فردًا- في حاجة