لأن المشايخ _ولله الحمد والمنة_ قد بذلوا الجد والاجتهاد في نشر ملة إبراهيم وتعليمها, والقراءة في أصول الدين: كمثل كتاب "التوحيد", و"كشف الشبهات", و"ثلاثة الأصول" وجميع ما اشتملت عليه "مجموعة التوحيد" من رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب, وكتب الحديث والفقه, ويقرّرونها ويعلّمون طلبة العلم معانيها, ويفقّهونهم في الدين وفي ملة إبراهيم, وعندهم من طلبة العلم في هذا الزمان أكثر من مائة رجل كلهم يقرؤون في هذه الكتب المذكورة, كما هو معلوم مشهور, ولا ينكره إلا مكابر, فكيف يمكنهم مع هذا أنهم دفنوا ملة إبراهيم, وكيف يتصور وقوع هذا عاقل أو عارف أو مجنون؟ ولا يصغي إلى قول هؤلاء الأغبياء إلا رجل مريض القلب, قد داخله نوع من الحقد والحسد, وأما سليم القلب فيقول عند سماع هذه المفتريات: {مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} (النور: من الآية16) .
ومع هذا كله رتب الإمام والمشايخ أناسا من أهل الحسبة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, ورتبوا في كل بلد من بلدان المسلمين _ولله الحمد والمنة_ من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فمتى دفنوا ملة إبراهيم؟ لو أنهم يعلمون, كما قيل:
سلي إن جهلت الناس عنا وعنهموا
فليس سواء عالم وجهول
ثم إني _ولله الحمد والمنة_ كتبت في ذلك ما شاء الله أن أكتب نثرا ونظما, وسأذكر من ذلك شيئا قليلا, ليعلم الجاهل بحالنا وما كنا