وإذا (?) اجتمع في الرجل الواحد خير وشر, وبر وفجور, وطاعة ومعصية, وسنة وبدعة, استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعاداة والعقاب بحسب مافيه من الشر, فيجتمع في الشخص الواحد موجبات (?) الإكرام والإهانة, فيجتمع له من هذا وهذا كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى ما يكفيه من بيت المال لحاجته.
هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة, وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه, فلم يجعلوا الناس إلا مستحقا للثواب فقط أو مستحقا للعقاب فقط. وأهل السنة يقولون: "إن الله يعذب بالنار من أهل الكبائر من يعذبهم, ثم يخرجهم منها بشفاعة من يأذن له في الشفاعة بفضله (?) ورحمته, كما استفاضت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم". انتهى.
وقال _رحمه الله تعالى_ في موضع آخر"ومن سلك طريقة الاعتدال عظّم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه وأعطى الحق حقه فيعظم الحق, ويرحم الخلق, ويعلم أن الرجل الواحد يكون له حسنات وسيئات, فيحمد ويذم, ويثاب ويعاقب, ويحب من وجه ويبغض من وجه آخر.
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم, كما بسط هذا في موضعه, والله أعلم". انتهى.