وتفويته لمحبوب هو أحب إلى الله من ذلك الفعل. ومن تأمل هذا الموضوع حق التأمل أطلعه على سر الشريعة, ومراتب الأعمال, وتفاوتها في الحب والبغض, والضر والنفع, بحسب قوة فهمه وإدراكه ومواد توفيق الله له, بل مبنى الشريعة على هذه القاعدة, وهي تحصيل خير الخيرين وتعطيل (?) أدناهما, وتفويت شر الشرين باحتمال أدناهما, بل مصالح الدنيا (?) كلها قائمة على هذا الأصل". انتهى.

ونضيف إلى هذه القاعدة الشرعية ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية _قدس الله روحه_ في مسألة الهجر, إذ هو من أجل القواعد الشرعية والمباحث الدينية التي لا غنى لأحد ممن يدعو إلى دين الله ورسوله ويعلّم الناس أمر دينهم عن تدبرها ومعرفتها علما وعملا؛ ليكون فيما يدعو إليه ويعلمه الناس من أمر دينهم على بصيرة.

قال _رحمه الله تعالى_ وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وإن ظلمك واعتدى عليك, والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك, فإن الله بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله, فيكون الحب لأوليائه (?) والبغض لأعدائه, والإكرام لأوليائه والإهانة لأعدائه, والثواب لأوليائه والعقاب لأعدائه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015