دينه, وأنفذ بصيرة. فقالوا: إنك تتبع الهوى وتوالي الرجال على أسمائها لا على أفعالها, والله لنقتلنك قتلة ما قتلناها أحدا, فأخذوه فكتفوه, ثم أقبلوا به وبامراته وهي حبلى متم (?) , فنزلوا تحت نخل مثمر, فسقط منه رطبة, فأخذها أحد فلاكها في فيه, فقال له آخر: أخذتها بغير حلها, وبغير ثمن! فألقاها. ثم مر بهم خنزير, فضربه أحدهم بسيفه, فقالوا: هذا فساد في الأرض, فلقي صاحب الخنزير وهو من أهل الذمة, فأرضاه.

فلما رأى ذلك ابن خبّاب قال: لئن كنتم صادقين فيما أرى فما علي بأس, إني لمسلم (?) ما أحدثت في الإسلام حدثا, ولقد أمّنتموني. فأضجعوه وذبحوه, وأقبلوا إلى امرأته. فقالت: أنا امرأة ألا تتقون الله, فبقروا بطنها. وقتلوا أم سنان الصيداوية وثلاثا من النساء.

فلما بلغ ذلك عليا بعث الحارث بن مرة العبدي يأتيه بالخبر, فلما دنا منهم قتلوه, فألح الناس على علي في قتالهم, وقالوا: نخشى أن يخالفونا في عيالنا وأموالنا, فسر بنا إليهم. وكلمه الأشعث بن قيس الكندي بمثل ذلك, واجتمع الرأي على حربهم, وسار علي يريد قتالهم, فلقيه منجّم في مسيره, فأشار عليه أن يسير في وقت مخصوص, وقال: إن سرت في غيره لقيت أنت وأصحابك ضررا شديدا. فخالفه علي في الوقت الذي نهاه عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015