وبين ما شرعه الله ورسوله وما لم يشرعه.
وإنما مقصودنا بهذا الكلام نصح للإخوان وشفقة عليهم أن يصدر منهم ما يبطل هجرتهم أو يقدح فيها أو ينقص أجرها وثوابها.
وقد تحققنا أن الإخوان لا يريدون إلا الحق ومتابعة الرسول في أقواله وأفعاله, ولكن قد يدخل عليهم بعض هؤلاء الجهال هذه الأمور ظنا منهم أنها من الدين ومما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم, وذلك من جهلهم وعدم علمهم, قال بعض العلماء:
والعلم ليس بنافع أربابه
مالم يفد نظرا وحسن تبصّر
وقول الآخر:
والعلم للرجل اللبيب زيادة
ونقيصه للأحمق الطياش
مثل النهار يزيد أبصار الورى
نورا ويعمي أعين الخفاش
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل, وحسبنا الله ونعم الوكيل.