وعظم القول على الله بغير علم, ليكون هذا البيان حافظا للعامة من الاغترار بأولئك القوم, ومتابعتهم على ما زخرفوه من الباطل, فحمى الله بتلك الكتابات والردود الجماعة من الانخداع بتلك الأفكار الشاذة, وعرفوا ضلال القوم وخروجهم عن الصراط المستقيم, فخلوهم إلى سبيلهم الذي اختاروه حتى قضى الله ما قضى من خروجهم بالسيف على ولي الأمر, فكان عاقبة أمرهم خسرا, حيث قطع دابرهم كما قطع دابر أسلافهم على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
وكتابنا هذا الذي بين يديك إجابات تفضل بها الشيخ سليمان بن سحمان على أسئلة وردت عليه, يستفسر فيها السائل عن بعض الشبه التي تعلق بها أولئك القوم, وبثوها بين الناس. فتوسع الشيخ في الإجابة نظرا للحاجة الماسة إلى كشف هذه الشبه والإطاحة بها. وكان مما تناوله الشيخ هنا:
مسألة التكفير. بين فيها خطورة تكفير المسلم. وقواعد وضوابط للتكفير عند أهل السنة. كما طرق قضية مهمة هي: تبرئة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب مما نسبه إليه هؤلاء وغيرهم في باب التكفير, اعتمادا على جهلهم الغليظ وسوء فهمهم لعباراته _رحمه الله_ فوضح الشيخ سليمان الفهم الصحيح لتلك العبارات التي يتعلق بها التكفيريون, مما قطع الطريق عليهم, لان علماء الدعوة أعرف بمعاني عبارات شيخهم وإمامهم, فهم الحجة على غيرهم في بيان عقيدة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب.