يوضح ذلك: ما ذكره شيخنا الشيخ عبد الرحمن بن حسن _قدس الله روحه_ في نصيحته للإمام فيصل, قال فيها:
ومن الدعوة الواجبة, والفرائض اللازمة: جهاد من أبى أن يلتزم التوحيد ويعرفه من البادية والحاضرة, وأكثر بادية نجد يكفي فيهم المعلم, وأما من يليهم من المشركين من آل ظفير وأمثالهم: فيجب جهادهم ودعوتهم إلى الله.. انتهى.
فذكر _رحمه الله_ أن أكثر بادية نجد يكفي فيهم المعلم؛ لأنهم ملتزمون بشرائع الإسلام الظاهرة, وإنما يحتاجون إلى تعليمهم ما قد يخفى عليهم من حقوقه اللازمة فيه, بخلاف الظفير وأمثالهم من المشركين فإنه يجب جهادهم.
ثم بعد ذلك: انثلت ولاية آل سعود, ثم صار الأمر بعد ذلك لآل رشيد, وحصل من أهل نجد إعراض عن الدين, وضعف أمر الإسلام فيهم حتى غلب على أكثرهم الجهل ونسيان ما كانوا عليه أولا؛ فنبذوا شرع الله وراء ظهورهم, وصاروا يتحاكمون إلى الطواغيت وسوالف الآباء والأجداد, وفشت فيهم المنكرات والفواحش وأنواع المعاصي التي يطول عدّها.
ثم رد الله الكرة للمسلمين وجمعهم الله بالإمام عبد الرحمن بن فيصل وابنه عبد العزيز حتى استقامت لهم الأمور, وقد كانت الأعراب _الذين هم بين أظهر أهل الإسلام_ ملتزمين بشعائر الإسلام الظاهرة في هذه الأزمان, ولا يمكن أحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعمهم جميعهم بالكفر, ويطلق