جعله على نفسه, وفيها من البهت والكذب وطلب العنت للبراء ما يقضي بفسوق القائل. فنعوذ بالله من استحكام الهوى, والضلال بعد الهدى, فمن قال في مؤمن ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال حتى يخرج مما قال.
ولا نعلم أن أحدا من أهل العلم والدين نهى عن الاستغفار والتضحية إلا إذا استبان أن الشخص الذي يستغفر له من أصحاب الجحيم, بأن مات يدعو لله ندّا, وهذا نص القرآن, قال تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (التوبة:113) .
هذا مذهب الشيخ وأهل العلم من أتباعه. وأما التخليط والحكم بالظّنّ (?) والهذيان, فذاك من طوائف الشيطان, يصدهم به عن سبيل العلم والإيمان.
وفي قول المعترض: الذين لم يدركوا دعوته؛ أن من تقادم عهده, وتطاول عصره, داخل في عموم كلامه, وأن الشيخ ينهى عن الاستغفار له. وإطلاق هذا يتناول القرون المفضلة ومن بعدهم, وليس هذا ببدع من كذبه وبهته, وحسابه على الله وأمره إليه, قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (النحل:105) .