أيها المتفقه ..

العلم صناعة القلب وشغلُه، فما لم تتفرغ لصناعته، وشغلهِ لم تنله، والقلب له وجهة واحدة، فإذا وُجِّهَتْ إلى اللذات والشهوات، انصرفت عن العلم، ومن لم يُغَلِّب لذة إدراك العلم وشهوته على لذة جسمه وشهوة نفسه: لم ينل درجة العلم أبداً، فإذا صارت شهوته في العلم ولذته في إدراكه فإنَّه يُرجى له أن يكون من جملة أهله.

علامات الهمة العالية

ولعلو الهمَّة علامات، فنقِّب عنها في نفسك، وتحلَّ بها تفز بمرادك، فأول ذلك:

1) طلب المعالي من الأمور.

يقول ابن الجوزي: " غير أنَّ للطالب المرزوق علامة، وهو أن يكون مرزوقاً علو الهمة، وهذه الهمة تولد مع الطفل، فتراه من زمن طفولته يطلب معالي الأمور، كما يروى أنه كان لعبد المطلب مفرش في الحِجر، فكان النَّبي صلى الله عليه وسلم يأتي وهو طفل فيجلس عليه، فيقول عبد المطلب: إن لابني هذا شأناً.

فلابد لك من أنفة من كل خسيس تافه، تبرأ بنفسك أنْ تخوض فيه ككل ناعق، ترى الأمور على حقائقها، فكل ما كان لله يعلق قلبك به، فلا تنظر لأدنى بل اربط قلبك بسبب إلى السماء، لا ترضى بالدونية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015