ثالثًا: الالتزامُ بحرفيةِ النصوصِ، وعدمُ النظرِ إلى مقاصدِ الشريعةِ:

ولذلك فإنَّ الفقه الظاهريَّ عاداه أهلُ العلمِ ورأوا فيه انحرافًا عن الجادةِ، رغم أنَ الناظرَ في كتابٍ كـ "المحلى" لابنِ حزمٍ لا يَرَى سوى نصوصٍ من كتابِ رَبِّنا وسنةِ نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - وقولِ صحابيٍّ أو تابعيٍّ، وهذا كلُّه جيدٌ، لكن للأسفِ عدمُ الأخذِ بأصولِ منهجِ السلفِ في الاستدلالِ جعلتْه يخرجُ علينا بأقوالٍ شاذةٍ معروفةٍ.

رابعًا: الغُلُوُّ:

والغلوُّ يعني؛ الانحرافَ عن الجادةِ، فالدينُ دينٌ سَمْحٌ لا إفراطَ فيه ولا تفريطَ، وكم من آراءٍ شَذَّتْ بسببِ موقفٍ متشددٍ وَقَفَه أحدُ أهلِ العلمِ فَهَجَره العلماءُ، كما فَعَل نجمُ الدينِ الطوفي الذي قَدَّم المصلحةَ المرسلةَ على النصِّ الشرعيِّ، وشهر بذلك بعضُ الرويبضةِ في هذا العصرِ حتى يتسنى لهم تبريرُ الواقعِ ومداهنةُ مَن يريدون.

فيا أيها المتفقه ...

هل لنا أنْ ننشدُ فيك بغيَتنا غدًا؟ لعلي أحتاجُ في نهايةِ المطافِ أنْ أذكِّرَك بأمرٍ يَعزُّ بين طلابِ العلمِ الجمعُ بينَه وبينَ العلمِ، مع أنه الثمرةُ المرجوةُ، وباعثُ الفتوةِ، والأصلُ الأصيلُ في رحلتِك إلى اللهِ، أعني "المنهجَ"، وتلك قاعدةُ انطلاقِك الأخيرةُ معي، أسأل اللهَ أن يختمَ لنا بخاتمةِ السعادةِ أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015