يكلفُ اللهُ نفسًا إلا وسعَها، لكن أن يكونَ في وسعِك ثُمَّ لا تعملُ فهذا من تلبيسِ وتثبيطِ الشيطانِ.
ثالثًا: علينا أن نضعَ ثقتَنا في النابغين من طلبةِ العلمِ، لا أن نجعلَهم بمنزلةِ العلماءِ، فقد حذرناك من ذلك آنفًا، لكن على سبيلِ التبليغِ ومذاكرةِ العلمِ فكلُّ مَنْ له فضلُ علمٍ في شيءٍ أَخَذ بيدِ مَن دونَه شيئًا فشيئًا، حتى تجدَ العالمَ فتتشبث به.
فابدأ مع من تقدم عنك ولو بخطوةٍ، خُذْ عنه، نافسه، ولكن حذارِ من أن تقرأَ وحدَك دونَ أخذِ الوسائلِ.
إذًا: ما هي طرق التعلم؟!!
طرق التعلم
قال الإمام الشاطبي: " وإذا ثبت أنه لا بد من أخذ العلم عن أهله فلذلك طريقان:
أحدهما: المشافهة. وهى أنفع الطريقين وأسلمهما؛ لوجهين:
الأول: خاصية جعلها الله تعالى بين المعلم والمتعلم، يشهدها كل من زاول العلم والعلماء؛ فكم من مسألة يقرؤها المتعلم في كتاب، ويحفظها ويرددها على قلبه فلا يفهمها، فإذا ألقاها إليه المعلم فهمها بغتة، وحصل له العلم بها بالحضرة، وهذا الفهم يحصل إما بأمر عادي من قرائن أحوال، وإيضاح موضع إشكال، لم يخطر للمتعلم ببال، وقد