يصونوا العلم وندر العمل به ففقدوا سيما أهل العلم والصلاح وفقدت الأمة الرجل القدوة، الذي يقود الأمة بعلمه وعمله، بهديه وسمته وسلوكه، وأقواله وأفعاله. قال الفضيل: لو أن أهل العلم أكرموا أنفسهم، وأعزوا هذا العلم وصانوه، وأنزلوه حيث أنزله الله إذًا لخضعت لهم رقاب الجبابرة، وانقاد لهم الناس، وكانوا لهم تبعًا، ولكنهم أذلوا أنفسهم، وبذلوا علمهم لأبناء الدنيا، فهانوا وذلوا، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون فأعظم بها من مصيبة!!
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا " (?)
ولقد كثر سواد علماء السوء، ووسد الأمر إلى غير أهله، فهان العلم، وازدادت الفتن، وتوالت المحن. قال صلى الله عليه وسلم: " سَيَاتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيْؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَخُونُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ.
قِيلَ: وَمَا الرَّوَيْبِضَةُ؟!! قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتكلَّم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ. (?)
قال الثوري: كان يقال العالم الفاجر فتنة لكل مفتون.