عنه جهاد، وتعليمه صدقة؛ لأنَّه معالم الحلال والحرام، وبيان سبيل الجنة، والمؤنس في الوحشة، والمحدث في الخلوة، والجليس في الوحدة، والصاحب في الغربة، والدليل على السراء، والمعين على الضراء، والزين عند الإخلاء، والسلاح على الأعداء.
وبالعلم يبلغ العبد منازل الأخيار في الدرجات العلى، ومجالسة الأصفياء في الدنيا، ومرافقة الأبرار في الآخرة.
وبالعلم توصل الأرحام، وتفصل الأحكام، وبه يعرف الحلال والحرام.
وبالعلم يعرف الله ويوحد، وبالعلم يطاع الله ويعبد.
فخير الدنيا والآخرة مع العلم، وشر الدنيا والآخرة مع الجهل.
إخوتاه ..
وإذا كان هذا شأن العلم، فإنَّ القلب ليتفطر كمدًا ويقطر حسرة على عمر الدعوة الذي لم يثمر إلا أعدادًا ضئيلة تنحصر على أصابع اليدين من طلبة العلم المجتهدين، وليس ثمَّ زمان أحرى من هذا الزمان لنعيد فتح " قضية التعلم " التي باتت من أكثر المزالق التي تزل فيها الأقدام، فقد غابت " المنهجية " ... و" كثرت الدعاوى " و" انتشرت الآراء الباطلة " وتلك علامة الساعة؛ فشرطها أنْ يزداد الجهل، ويقل العلم.
ومما زاد الطين بلة أن كثيرا من حملة العلم إلا من رحم الله لم