وبناء على ما سبق، فإن من فروض الأعيان في عصرنا على الذكور والإناث سواءً تعلم أحكام النظر لكثرة الاختلاط وشيوع الفاحشة، ويجب أيضاً تعلم أحكام الاختلاط والحجاب والاستئذان ومعرفة المحارم، كذلك وجب الإلمام بمعرفة الربا وأنواعه وأحكامه، وكذلك أنواع البيوع والإجارات والوكالات؛ لأن المسلم في هذا العصر يتعامل بكافة أنواع التعاملات يوميًا لكثرة البشر وتنوع التعامل وحاجة الناس لبعضهم البعض.

وكذلك يجب من أمور الاعتقادات أشياء كثيرة تخفي على الناس، مثل: حرمة التبرك بالقبور، وحرمة التوسل بالموتى، بل وأشياء من صميم العقيدة مثل: تحكيم شرع الله، والولاء والبراء، وأحكام أهل الذمة، وغير ذلك مما يلزم شرعاً.

فهذه الأمور من فرائض الأعيان على كل مسلم بحيث إذا لم يتعلمها أثم على ذلك لاسيما والوسائل متاحة من كتب أو أشرطة، ويستطيع المرء أن يسأل أهل العلم في مشارق الأرض ومغاربها عبر الهاتف أو بالبريد، ولجان الفتوى موجودة في معظم بلاد الإسلام، ولا تزال طائفة من أهل الحق ظاهرين، والحمد لله رب العالمين.

لكن من العلوم ما يكون فرضه على الكفاية، بحيث إذا تقاعست الأمة بأسرها عن تعلم هذا العلم أثموا جميعًا، وإن قامت به جماعة منهم سقط فرضه عن باقي الأمة وأثيبوا على ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015