بينَ زيدٍ وبينَ آلِ سعيدٍ ... أُعطي الحلمَ منهمُ والقبولا

يا بنَ زيدٍ وأنتَ خيرُ قريشٍ ... جمَّةً بعدَ نجدةٍ وحفِيلا

أنت أدنتيني وسهلت حاجي ... وجعلت الحزون منها السهولا

ورددتَ الغداةَ عُودي وريقاً ... بعدَما كنتُ خفتُ منهُ الذُّبولا

فإذا ما فعلتَ أحسنتَ فعلاً ... وإذا ما تقولُ أحسنتَ قِيلا

وإذا ما يقالُ أيُّ خليلٍ ... لامرئٍ بعدُ كنتَ أنتَ الخلِيلا

يكثرُ الجودُ والسَّماحُ إليهِ ... ويردُّ الظَّلومَ عنهُ الجهولا

ووجدْنا سماحَكم يا بنَ زيدٍ ... فاضلاً للسَّماحِ عرضاً وطولا

أنتَ غيثٌ يعاشُ في كنفيهِ ... حينَ تُمسي البلادُ جدباً محولا

وخليجٌ منَ الفراتِ إذا ما ... أحمدَ الرَّائدُ الثُّمامَ الحمِيلا

وجوادٍ وهبتهُ وغلامٍ ... ونجيبٍ ترَى عليهِ الشَّلِيلا

قدْ حبوتَ امرءاً أثابكَ مدحاً ... ثمَّ زوَّدتهُ علاةً ذمُولا

وقال الكميت:

ألا يا لقومٍ أرَّقتْ أمُّ نوفلِ ... وصحبي هجودٌ بينَ غيٍّ وغرَّبِ

وليلةَ فيْفا نخلتينِ طرقتِنا ... ونحنُ بوادٍ ذي أراكٍ وتنضبِ

فنبَّهتُ أصحابي فقامُوا على الكرى ... إلى ساهماتٍ في الأزمَّةِ لغَّبِ

وقمتُ إلى عيرانةٍ قدْ تخدَّدتْ ... وقاستْ يداها كلَّ خمسٍ مذبّبِ

فلمَّا استوتْ أقدامُنا وتمكَّنتْ ... إلى كلِّ غرزٍ بينَ دفٍّ ومنكبِ

قبصنَ بنا قبصَ النَّحائصِ راعَها ... توجُّسُ رامٍ خفنهُ عندَ مشربِ

فقلتُ لهمْ أمُّوا هدى القصدِ وارْفعوا ... بسيرٍ يدنِّي حاجةَ الرّكبِ مهذبِ

فأصبحنَ ينهضنَ الرِّحالَ وترْتمي ... رؤوسَ المهارَى باللُّغامِ المعصَّبِ

بصحراءَ مِن نجدٍ كأنَّ رعانَها ... رجالٌ قيامٌ في ملاءٍ مجوبِ

غداةَ يقولُ القومُ أكللتَ وانْبرى ... قوى العيسِ خمسٌ بعدَ خمسٍ عصبصبِ

إذا ما المهارَى بلَّغتنا بلادَها ... فبعدَ المهارَى مِن حسيرٍ ومتعبِ

خليليَّ من لا يعنِهِ الهمُّ لا يزلْ ... خليّاً ومَن يستحدثِ الشَّوقَ يطربِ

ومَن لا يزلْ يُرجى بغيبٍ إيابهُ ... ويرمي به الأطماعُ في الهولِ يشجبِ

وقفٍّ تظلُّ الرِّيحُ عاصفةً بهِ ... كأنَّ قراهُ في الضُّحى ظهرُ هوزبِ

شججتُ الصُّوى مِن رأسهِ أوْ خَرمتهُ ... بشعثٍ وأنقاضِ الوجيفِ المأوِّبِ

وقدْ وقفتْ شمسُ النَّهارِ وأوقدتْ ... ظهيرَتها ما بينَ شرقٍ ومغربِ

وديقةِ يومٍ ذي سمومٍ تنزَّلتْ ... بهِ الشَّمسُ في نجمٍ منَ القيظِ ملهبِ

وقدْ ظلَّ حرباءُ السَّمومِ كأنَّهُ ... ربيئةُ قومٍ ماثلٌ فوقَ مرقبِ

وفتيانِ صدقٍ قدْ بنيتُ عليهم ... خباءً كظلِّ الطَّائرِ المتقلِّبِ

قليلاً كتحليلِ القطا ثمَّ قلَّصتْ ... بنا طالباتُ الحقِّ من كلِّ مطلبِ

بدويَّةٍ لا يبلغُ القومُ منهلاً ... بها دونَ خمسٍ يتعبُ القومَ مطنبِ

قليلٍ بها الأصواتُ إلاَّ تفجُّعاً ... مِن الذِّئبِ أو صوتِ الصَّدى المتحوِّبِ

بها العينُ أرفاضاً كأنَّ سخالَها ... وقوفَ عذارَى سوقطتْ حولَ ملعبِ

وكلُّ لَياحٍ بالفلاةِ إذا غدا ... مشى فزعاً كالرَّامحِ المتنكِّبِ

قطعتُ بمقْلاقِ الوشاحِ كأنَّها ... طريدةُ وحشٍ أفلتتْ مِن مكلّبِ

وإنِّي لقوَّالٌ لكلِّ قصيدةٍ ... طلوعِ الثَّنايا لذةٍ للمشبِّبِ

إذا أُنشدتْ لذَّتْ إلى القومِ وارتمَى ... بها كلُّ ركبٍ مصعدٍ أو مصوِّبِ

وإنِّي لأسعى للتَّكرُّمِ راغباً ... ومَن يحصِ أخلاقَ التَّكرُّمِ يرغبِ

إلى شيمةٍ منِّي وتأديبِ والدي ... ولا يعرفُ الأخلاقَ مَن لم يؤدَّبِ

وقد يخذلُ المولى دعايَ ويحتَذي ... أذاتي وإن يُعزلْ بهِ الضَّيمُ أغضبِ

وأعرفُ في بعضِ الدُّنوِّ ملالةَ ال ... صَّديقِ وأستبقيهم بالتَّجنُّبِ

تعجَّبُ هندٌ أنْ رأتْ لونَ لمَّتي ... ومَن يرَ شيبي بعدَ عهدكِ يعجبِ

وكانتْ تراهُ كالجناحِ فراعَها ... تغيُّرُ لونٍ بعدَ ذلكَ معقبِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015