وكمْ بخلتْ أروَى بما لا يضيرُها ... وكم قتلتْ لوْ كانَ يودَى قتيلُها
وباعدَ أروَى بعدَ يومِ تعلَّةٍ ... حثيثُ مطايا مالكٍ وذميلُها
تواصَوا وقالُوا زعزعُوهنَّ بعدما ... جرى الماءُ منها وارفأنَّ جفولُها
إذا هبطَتْ مجهولَةً عسفَتْ بِها ... معرقَةَ الألحي ظماءً خصيلُها
فإنْ تكُ قدْ شطتْ نواها فربَّما ... سقتنا دُجاها ديمةٌ وقبولُها
لها مربعٌ بالثني ثني مخاشِنٍ ... ومنزلَةٌ لمْ يبقَ إلاَّ طُلُولُها
طفتْ في الضُّحَى أحداجُ أرْوَى ... كأنَّها قرًى منْ جواثى محزئلٍّ فسيلُها
لدن غدوةً حتى إذا ما تقيظتْ ... هواجرُ من شعبانَ حامٍ أصيلُها
فما بلغتها الجردُ حتى تحسرَتْ ... ولا العيسُ حتَّى انضمَّ منها ثميلُها
لعمرِي لئنْ أبصرْتُ قصدِي لرُبَّما ... دَعانِي إلى البيضِ المراضِ دليلُها
ووحشٍ أرانِيها الصبا فاقتنصتُها ... وكأسٍ سلافٍ باكرتنِي شمولُها
فما لبثتنِي أنْ حنتنِي كما ... ترى قصيراتُ آيامِ االفَتَى وطوِيلُها
وما يزدَهِينِي في الأمورِ أخفُها ... وما أضلَعَتْنِي يومَ نابَ ثقيلُها
ولكنْ جليلُ الرأيِ في كلِّ مواطنٍ ... وأكرمُ أخلاقِ الرجال جليلُها
إذا الشعراءُ أبصرتنِي تقاعسَتْ ... مقاحيمُها وازوَرَّ عني فحولُها
ومعترضٍ لو كنتُ أزمعتُ شتمهُ ... إذنْ لكفتهُ كلمةٌ لو أقولُها
قريبةُ تهجونِي وعوفُ بنُ مالكٍ ... وزيُد بنُ عمرٍو وغرُّها وكهولُها
ألا إنَّ زيدَ اللاتِ لا يتسجيرُها ... كريمٌ ولا يوفِي قتيلاً قبيلُها
معازِعلُ حلالُونَ بالغيبِ لا تَرَى ... غريبتهمْ إلاّ لئيماً حليلُها
أمعشرَ كلبٍ لا تكونُوا كأنكمْ ... بعمياءَ مسدودٍ عليكمْ سبيلُها
فما الحقُّ ألاّ تنصفُوا من قتلتمُ ... ويودَى لعوفٍ والعُقابِ قتيلُها
ولا تنشدُونا من أخيكمْ ذمامةً ... ويسلمَ أصداءَ العويرِ كفيلُها
أحاديثُ سدّاها ابنُ حدْراءَ فرقَدٌ ... ورمازةٌ مالتْ لمنْ يستميلُها
إذا نمتَ عن أعراضِ تغلبَ لم تنمْ ... أبا مالكٍ أضغانُها وذحولُها
فلا تُسقِطنْكُم بعدَها آلَ مالكٍ ... شرارُ أحاديثِ الرجالِ وقيلُها
جزَى اللهُ خيراً من صديقٍ وإخوةٍ ... بما عملتْ تيمٌ وأوتِي سولُها
وقال حسانُ بنُ ثابتِ بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وهو تيمْ الله من الخزرج بن ثعلبة العنقاء بن عمرو ومزيقياء بن عامرٍ ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد. وأم حسان الفريعة بنت خنيس بن لوذان من الخزرج أيضاً، يقولها يوم فتح مكة: الوافر
عفتْ ذاتُ الأصابع فالجواءُ ... إلى عذراءَ منزلُها خلاءُ
ديارٌ من بني الحسحاسِ قفْرٌ ... تعفتها الروامِسُ والسماءُ
وكانتْ لا يزالُ بها أنيسٌ ... خلالَ مروجها نعمٌ وشاءُ
فدعْ هذا ولكنْ منْ لطيفٍ ... يؤرقنِي إذا ذهبَ العشاءُ
لشعثاءَ التي قدْ تيمتهُ ... فليْسَ لقلبهِ منْها شفاءُ
كأنَّ خبيةً منْ بيتٍ رأسٍ ... يكونُ مزاجَها عسَلٌ وماءُ
على أنيابها أوْ طعمُ غضٍّ ... منَ التفاحِ هصرهُ اجتناءُ
إذا ما الأشرِباتُ ذكرنَ يوماً ... فهنَّ لطيبِ الراحِ الفداءُ
نوليها الملامَةَ إنْ ألمْنا ... إذا ما كانَ مغثٌ أو لحاءُ
ونشربُها فتتركنا ملوكاً ... وأسداً ما ينهنهنا اللقاءُ
عدمنا خيلَنا إنْ لَمْ تروْها ... تثيرُ النقْعَ موعدُها كداءُ
يبارِينَ الأسنةَ مصغياتٍ ... على أكتافِها الأسلُ الظماءُ
تظلَّ جيادُنا متمطراتٍ ... يلطمُهُنَّ بالخمرِ النساءُ
فإمّا تعرضُوا عنا اعتمرنا ... وكانَ الفتحُ وانكشفَ الغطاءُ
وإلاَّ فاصبرُوا لجلادَ يومٍ ... يعينُ الله فيهِ من يشاءُ
وقالَ اللهُ قدْ يسرتُ جنداً ... همُ الأنصارُ عرضتُها اللقاءُ
لنا في كلِّ يومٍ منْ معدٍّ ... قتالٌ أو سبابٌ أو هجاءُ