وبتنَ جنابتيَّ مصرعاتٍ ... وبثُّ أفضُّ أغلاقَ الختامِ

فأعجلنَ العمودَ ونحنُ نشفي ... غليلاً منْ مدورةٍ جهامِ

كأنَّ مفارقَ الرمانِ فيهِ ... وجمرَ غضاً قعدنَ عليهِ حامِ

فما تدري إذا قعدتْ عليهِ ... أسعدُ اللهِ ألأمُ أمْ جذامِ

كأنَّ تريكةً منْ ماءِ مزنٍ ... وداريَّ الذكيّ معَ المدامِ

أتى نفسي بها نفسٌ ضعيفٌ ... لهنَّ قبيلَ منقلبِ الكلامِ

سقينَ فمي بها ونقعنَ مني ... منَ الأحشاءِ صاديةَ الأوامِ

فكنَّ كأنهنَّ شفاءُ داءٍ ... فقالَ هوَ السلالُ معَ الهيامِ

فهنَّ إليَّ مثلُ محلأتٍ ... منعنَ الماءَ في لهبانِ حامي

رآني الغانياتُ فقلنَ هذا ... أبونا جاءَ منْ تحتِ الرجامِ

فإنْ يسخرنَ أوْ يهزأنَ مني ... فإني كنتُ مرقاصَ الخدامِ

ولوْ جداتهنَّ سألنَ عني ... قرأنَ عليَّ أضعافَ السلامِ

رأينَ شروخهنَّ موزراتٍ ... وشرخُ لديَّ أسنانُ الهرامِ

رمتني بالثمانينَ الليالي ... وسهمُ الدهرِ أصوبُ سهمِ رامِ

وغيرَ لونَ راحلتي ولوني ... تردي الهواجرَ واعتمامي

وإقبالي المطيةَ كلَّ يومٍ ... منَ الجوزاءِ ملتهبِ الضرامِ

وإدلاجي إذا الظلماءُ جازتْ ... إلى طردِ النهارِ دجى الظلامِ

يقولُ بنيَّ هلْ لكَ منْ رحيلٍ ... لقومٍ منكَ غيرَ ذوي سوامِ

فتنهضَ نهضةً لبنيكَ فيها ... غنىً لهمُ منَ الملكِ الشأمي

فقلتُ لهمْ وكيفَ ولستُ أمشي ... على قدميَّ ويحكمُ مرامي

وهلْ لي حيلةٌ لكمُ بشيءٍ ... إذا رجلايَ أسلمتا قيامي

أقولُ لناقتي لما ترامتْ ... بنا بيدٌ مسربلةُ القتامِ

أغيثي منْ وراءكِ منْ ربيعٍ ... أمامكِ مرسلٍ بيديْ هشامِ

ندى خيرِ الذينَ بقوا وماتوا ... إمامٍ وابنِ أملاكٍ عظامِ

بهِ تحيى البلادُ ومنْ عليها ... منَ النعمِ البهائمِ والأنامِ

منَ الوسميِّ مبتركٌ بعاقٌ ... بسحِّ سجالِ مرتجزٍ ركامِ

فإنْ تبلغكِ أربعكِ اللواتي ... بهنَّ إليهِ يرجعُ كلَّ عامِ

تكوني مثلَ ميتةٍ فحيتْ ... وقدْ بلتْ بتنضاحِ السجامِ

قدِ استبطأتُ ناجيةً ذمولاً ... وإنَّ الهمَّ بي وبها لسامي

أقولُ لها إذا ضجرتْ وعضتْ ... بموركةِ الوراكِ معَ الزمامِ

إلامَ تلفتينَ وأنتِ تحتي ... وخيرُ الناسِ كلهمُ أمامي

متى تردي الرصافةَ تستريحي ... منَ التهجيرِ والدبرِ الدوامي

ويلقى الرحلُ عنكِ وتستغيثي ... بغيثِ اللهِ والملكِ الهمامِ

كأنَّ أراقماً علقتْ براها ... معلقةً إلى عمدِ الرخامِ

تزفُّ إذا العرى قلقتْ عليها ... زفيفَ الهادجاتِ منَ النعامِ

إذا رضراضةٌ وطئتْ عليها ... خبطنَ صدورَ منعلةٍ رثامِ

وإنْ شركُ الطريقِ تجشمتهُ ... عكسنَ بحيةٍ حذرَ الإكامِ

كأنَّ العنكبوتَ تبيتُ تبني ... على الأشداقِ منَ زبدِ اللغامِ

تثيرُ قعاقعَ الألحى إذا ما ... تلاقتْ واردَ العرقِ النيامِ

وصاديةِ الصدورِ نضحتُ ليلاً ... لهنَّ سجالَ مترعةٍ طوامي

كأنَّ نصالَ يثربَ ساقطتها ... على الأرجاءِ منْ ريشِ الحمامِ

إلى ملكِ الملوكِ جمعتُ همي ... على المتردفاتِ منَ السمامِ

إليكَ طويتُ عرضَ الأرضَ طراً ... بخاضعةٍ مقطعةٍ الخدامِ

رجوفِ الليلِ قدْ نقبتْ وكلتْ ... منَ الإدآبِ فاترة البغامِ

لندنو منْ بلادكَ أوْ لنلقى ... سجالاً منْ فواضلكَ الجسامِ

عمدتُ إليكَ خيرَ الناسِ حياً ... لتنعشَ أو يكونَ بكَ اعتصامي

على سفنِ الفلاةِ مردفاتٍ ... جناةَ الحربِ بالذكرِ الحسامِ

قطعنَ بها مخاوفَ كلَّ أرضٍ ... إليكَ على الوهونِ منَ العظامِ

فما بلغننا إلاَّ جريضاً ... بنقيٍ في العظامِ وفي السنامِ

كأنَّ النجمَ والجوزاءَ تسري ... على آثارِ صاديةٍ أوامِ

كأنَّ العيسَ حينَ أنخنَ هجراً ... مفقأةٌ نواظرها سوامي

أخشةَ كلّ جرشعةٍ وغوجٍ ... منَ النعمِ الذي بحمى تؤامِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015