27- «أعجل الأشياء عقوبة.. البغي» .
بإسنادين ضعيفين، ورواه عبد بن حميد في «مسنده» من حديث ابن عمر بإسناد واه، والقضاعي في «مسند الشهاب» ؛ من حديث أبي هريرة بإسناد فيه كذّاب، وأبو ذرّ الهروي في «السنة» ؛ من طريق الضحّاك معضلا، وإسناده ضعيف جدّا.
وقد ثبت ما يؤدي معنى صدره كما قال البيهقي؛ وهو ما في «صحيح مسلم» عن أبي موسى مرفوعا: «النّجوم أمنة أهل السّماء، فإذا ذهب النّجوم أتى أهل السّماء ما يوعدون، وأصحابي أمنة أمّتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمّتي ما يوعدون» .
وفيه- كما قال الحافظ- الإشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض عصر الصحابة.
انتهى كلام الغماري في تعليقاته على كتاب «تأييد الحقيقة العلية» للسيوطي رحمه الله تعالى.
وقال في «كشف الخفاء ومزيل الإلباس» : رواه البيهقي وأسنده الديلمي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بلفظ: «أصحابي بمنزلة النّجوم في السّماء؛ بأيّهم اقتديتم اهتديتم» انتهى.
وقال الباجوري في حواشي «السلّم المنورق» : وتكلّم بعضهم في سنده حتى قال الشهاب الخفاجي في «شرح الشفاء» : إنه روي من طرق كلّها ضعيفة، بل قال ابن حزم: إنه موضوع. لكن نقل العارف بالله الشعراني في «الميزان» : إنه صحيح عند أهل الكشف؛ وإن كان فيه مقال. انتهى.
27- ( «أعجل) : أسرع (الأشياء) ؛ أي: الذنوب (عقوبة) - بالنصب- (البغي» ) : مجاوزة الحدّ والتعدي بلا حقّ، و «عقوبة» تمييز؛ محوّل عن المضاف، و «البغي» حذف منه المضاف؛ وأقيم المضاف إليه مقامه!! أي:
أسرع عقوبات الأشياء عقوبة البغي.
والمعنى: لكل ذنب عقوبة، لكنها قد تتأخر إلّا البغي فينجّز للباغي في الدّنيا إن لم يعف الله تعالى عنه، وما أحسن ما قيل: