الأمور الثانوية والفرعية المتعلقة بها، كما يتطلب إعداد الموقف التعليمي بحيث يناسب الأهداف المحددة سلفا، ويناسب طبيعة المادة التعليمية التي ستتم معالجتها وتدريب المتعلم عليها، وقد يقتضي الأمر انتقال المعلم والمتعلمين إلى المكتبة أو المختبر أو الورشة أو المصنع أو المزرعة.. إلى آخره.
ويستلزم الأمر في التعليم المصغر وجود وسائل تعليمية وتقنية على مستوى عال من الكفاءة والدقة.
ويستند التعليم المصغر إلى نتائج كثير من الدراسات والبحوث التي أثبتت عدم قدرة طريقة التعليم التقليدي على تغطية كل المعارف والمهارات والمفهومات المتضمنة في محتوى المنهج، وتناقص قدرة المتعلم على الفهم كلما طال الموقف التعليمي، وزيادة فاعلية التدريب الموزع على التدريب المركز، كما يعتمد على مبدأ الاهتمام بالتغذية المرتجعة، ومساعدة المتعلم على تقويم ذاته، وتعديل المسار التعليمي كلما انحرف عن اتجاه الأهداف، ويمتاز التعليم المصغر بالمساعدة على توفير الوقت، والتركيز في التعليم عن طريق تجنب المسائل الفرعية والثانوية، ففيه -إذن- اقتصاد في الوقت والجهد والنفقات.
وبعد أن عرضنا لأكثر الطرائق والأساليب شيوعا في التدريس، ولبعض الطرائق والأساليب المقترحة الأخرى التي نعتقد في أهميتها وفائدتها، نود أن نؤكد أن فاعلية أية طريقة وتأثيرها يختلف باختلاف أنواع ومستويات الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها، وباختلاف طبيعة المادة أو المحتوى الذي نتناوله، وبمدى كفاءة المعلم وحذقه في استخدام الطريقة، وباختلاف نوعيات وأعداد التلاميذ، وبمدى توافر البيئة المدرسية المناسبة والتجهيزات المناسبة.
ولكل ما سبق، فنحن نعتقد أنه لا توجد طريقة مثلى تصلح في كل المواقف ولتحقيق كل الأهداف، فطريقة المناقشة -مثلا- قد تصلح لبعض المواقف التي لا تنفع فيها طريقة المحاضرة، والتعليم المصغر قد يصلح في مواقف لا يفيد فيها استخدام التعليم بالفريق، ولا بد من اختيار الطريقة المناسبة لنوعية ومستويات الأهداف، ونوعيات ومستويات المتعلمين، ونوعية وطبيعة المادة التعليمية.. إلى آخره، ولو بشيء من المزج بين أكثر من طريقة حسب متطلبات الموقف التعليمي.