إن مهمة هذا الفصل هي استعراض مفهوم التقويم بمعناه العلمي الحديث، مع بيان أنواعه، وأهدافه، ومستوياته، ووسائله، فلقد تغير النظام المدرسي، وتغيرت العملية التعليمية، وكثرت أعداد التلاميذ، وحدثت انفجارات علمية، وتقنية ومعرفية، وأصبحت أولى ضرورات هذه الانفجارات في العلم والمعرفة، هي التغيير والتطوير المستمرين، وأولى مراحل التطوير هي التقويم.
والتقويم هو "عملية تشخيص وعلاج لموقف التعلم أو أحد جوانبه أو للمنهج كله في ضوء الأهداف التربوية المنشودة1.
ويتضح لنا من هذا التعريف أن التقويم ليس نشاطا بسيطا، ولكنه عملية معقدة تحتوي على الكثير من الأنشطة وتسير في عدة خطوات:
1- تحديد الأهداف العامة والخاصة التي هي محكات عملية التقويم.
2- تحديد المواقف التي يمكننا أن نجمع منها المعلومات المتصلة بالأهداف.
3- تحديد كمية ونوعية المعلومات التي نحتاج إليها.
4- اختيار، ثم تصميم أساليب وأدوات التقويم المناسبة.
5- جمع البيانات بواسطة الأدوات والأساليب المختارة, ومن المواقف التي سبق تحديدها.
6- تصنيف البيانات والمعلومات عن طريق تحليلها وتسجيلها في صورة يمكن منها الاستدلال والاستنتاج، ويمكن الاستعانة في هذه الخطوة بالأساليب الإحصائية والتوضيحية المختلفة.
7- تفسير البيانات في صورة تتضح بها المتغيرات والبدائل المتاحة تمهيدا للوصول منها إلى حكم أو قرار.
8- إصدار للحكم أو القرار.
9- متابعة تنفيذ الحكم أو القرار حتى يمكن معرفة مدى جدوى المعلومات التقويمية في تحسين العمل أو الموقف أو الظاهرة أو السلوك الذي نقومه، وتعرف هذه الخطوة باسم المتابعة؛ لأنها تؤكد على الطبيعة الدائرة لعملية التقويم التربوي2.