إن منهج تربية الكبار الواعي هو المنهج الذي يقدر الدارسين على إحداث التغيرات المناسبة لإعمار الحياة، كما يكسبهم المرونة الإيجابية في مواجهة المتغيرات الوافدة بالدراسة والتحليل، وقبول ما يتفق منها مع منهج الله، ورفض المتغيرات الأخرى التي تتصادم مع الأصول والقيم الثابتة في هذا المنهج، وبذلك يرتقي المجتمع الإسلامي مع الحفاظ على بنيته الأساسية والإقلال من عوامل الاضطراب وعدم التوازن بين العناصر المكونة له.

ومنهج تربية الكبار السليم يساعدهم على تحقيق ذواتهم الإنسانية وفق فطرة الله التي فطر الناس عليها، فهو يعين الرجال كما يعين النساء على إشباع حاجاتهم، واهتماماتهم، وحل مشكلاتهم، كما يساعدهم على تحقيق أغراضهم الوظيفية في الحياة كل على حسب ما هو مؤهل له، داخل الأسرة، وخارجها.

إن منهج تربية الكبار الرشيد هو الذي يرسخ في نفوس الكبار أولا قواعد المجتمع المتحضر، فهو يبدأ بها، ولا يبدأ بألف، باء، تاء ... إلخ. إنه يقيم في نفوس الكبار معاني مثل: معنى أن تكون "الحاكمية" في المجتمع لله؛ ومعنى أن تكون "آصرة العقيدة" هي رابطة التجمع الأساسية في المجتمع؛ ومعنى أن تكون "قيمة الإنسان" هي العليا في هذا المجتمع، وألا تعلو قيمة أي شيء على قيمته؛ ومعنى أن تكون "الأسرة المتخصصة" هي الوحدة الأساسية في بناء هذا المجتمع؛ ومعنى أن "الإحسان في العمل" هو أساس العمارة والترقي في هذا المجتمع.. إلخ.

ومن خلال كل هذا تأتي المهارات الهجائية، والمهارات الوظيفية الأخرى.. وليس العكس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015