علماء الأندلس" لابن الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي القرطبي ميلادًا ووفاة في مستهل القرن الخامس، فقد قتله البربر في داره بقرطبة يوم فتحها سنة 403هـ إبان الفتنة الأموية.
نقول إن أنظارنا تقع على أسماء هذه الكتب التي ألفها مؤرخون، وعلماء أندلسيون في القرن الرابع، ولكن أيدينا لا تمسك من بينها إلا بكتاب واحد هو "تاريخ علماء الأندلس" لابن الفرضي، فأما الكتب الأخرى التي ذكرنا فهي مفقودة.
ومن ثم يكون الكتاب الوحيد المبكر زمنًا وتأليفًا الذي لا تحوم حول مؤلفيه شكوك من حيث أندلسيته، أو نسبة الكتاب إليه هو الكتاب الأخير، ومؤلفه -ابن الفرضي- مؤرخ دقيق، وحافظ لعلوم الحديث والفقه، وأديب شاعر وكاتب، وقاض وسياسي فقد ولي قضاء بلنسية في دولة محمد المهدي المرواني، ولابن الفرضي غير "تاريخ علماء الأندلس" كتابًا في الحديث هما "المؤلف والمختلف" والمتشابه في أسماء رواة الحديث وكناهم" وله أيضًا كتاب "أخبار شعراء الأندلس"1.
نريد أن ننتهي إلى القول بأن الأندلسيين لم يؤلفوا في تاريخهم أو أدبهم قبل القرن الرابع، وربما كان كتاب "أخبار شعراء الأندلس" الذي مر ذكره قبل قليل هو أول محاولة لتدوين أسماء وأخبار الشعراء الأندلسيين وأشعارهم، ولكنه قد ضاع مع غيره من كتب أخرى، ومن ثم فإنه يصعب علينا إصدار حكم عليه إلا من خلال ثقتنا بقدرة مؤلفه العلمية وحسن الظن به.
3-
ولكن هل من المعقول ألا تكون هناك كتب في تاريخ الأندلس وآدابها قبل القرن الرابع الذي هو استغرق حديثنا في الصفحات القليلة الماضية؟ الواقع أن هناك أكثر من مولف حول الأندلس كتب قبل القرن الرابع، هذا فضلًا عن الأخبار والروايات، التي كانت تلقى في دروس جامع عمرو بن العاص في مصر عن أخبار الأندلس وفتوحاتها، واشتغل بذلك علماء أجلاء مصريون مثل عبد الله بن لهيعة المتوفى 174هـ والليث بن سعد المتوفى 175هـ.
لقد اشتغل العلماء المصريون بقضايا الأندلس وأخباره -بحكم موقع مصر بين الشرق الإسلامي وغربه- منذ القرن الثاني الهجري، فلما كان القرن الثالث الهجري ظهر أول كتاب عن المغرب الأندلسي هو "فتوح مصر والمغرب والأندلس" لعبد الرحمن بن عبد الله بن