المتوفى سنة1070هـ مع تقديم باقة جميلة من شعره1.

ومن القاهرة يقدم صاحب خلاصة الأثر العديد من الأعيان، ويقدم ترجمة مفصلة للعلامة قاضي القضاة، شهاب الدين الخفاجي المصري2، ومن القاهرة ينتقل إلى شمال إفريقية حتى يترجم لعالم جليل هو أحمد بن محمد المقري التلمساني صاحب كتاب نفخ الطيب3.

ومن المنطقة الآسيوية الأفريقية ينتقل المحبي إلى الترجمة للعلماء المسلمين في أوروبا، فيترجم لعالم جليل من البوسنة وتولى الإفتاء في بلغراد فعد أن حصل الكثير من العلم في بلدته هو فضل الله بن عيسى البوسنوي الذي كان أحد العلماء الأعيان معرفة وإتقانًا وحفظًا وضبطًا للفقه وتفهمًا، عارفًا بالحديث وفنون اللغة4.

ومن المنطقة نفسها يترجم المحبي لعديد من العلماء، ويميط اللثام عن أن هذه المنطقة من أوروبا قد أخصبت علوم الدين واللغة بالعديد من العلماء الأفذاذ الكبار.

ولكننا وحن نعرض هؤلاء الأعيان ينبغي ألا يغيب عن أذهاننا أن المؤلف يترجم لهم حسب الترتيب الهجائي لأسمائهم وإن كنا سمحنا لأنفسنا بعرض نماذج منهم متفرقين لكي نصور للقارئ امتداد رقعة الأرض التي ترجم لأعلامها امتدادًا غير محدد بالمساحة وإن كان محددًا بالزمان.

ثالثًا: تمتاز ترجمات المحبي لأعيانه في خلاصة الأثر باللون الأدبي، وكثرة ذكر الأدباء من العلماء والوزراء والملوك، والسلاطين، والأطباء من إليهم بحيث إنه لولا العرض النهائي للأسماء لخطر على الظن أننا نقرأ في نفحة الريحانة، ذلك أن أكثر من نصف مساحة الأجزاء الأربعة من خلاصة الأثر فنون شعرية خالصة، ومن هنا كان اختيارنا لهذا الكتاب كأنموذج لكتب التراجم على نظام السنين يمكن أن يؤدي لقارئ الأدب ساعدًا ويدًا. بل إن الترجمة لأديب واحد قد تعادل من حيث القدر والمساحة ما يترجم فيه لعدد من الأعيان غير الأدباء.

هذا وقد خلا الكتاب بأكمله من الترجمة لعين واحدة من النساء.

رابعًا: الكتاب يقوم على ترتيب التراجم حسب الحروف الهجائية مع التزام الدقة من غير تقديم الأسماء ذات الطابع المبارك كالمحمدين أو العبادلة -وهذا شيء أشرنا إليه-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015