أو عادة من عادات العرب واعتقاداتهم، أو بالأحرى أوابدهم، مثل الاعتقاد في وجود الغول وأنها إذا ضربت ضربة واحدة ماتت، فإذا ضربت ضربة أخرى عاشت1، أو زعمهم أنه إذا عافت البقر الماء لكدرته فإن الجن تكون راكبة الثيران فتمنع البقر عن الشرب2.
هذا وقد ألحق المصنف بهذا الباب فصلًا في الترقيص -لعله مقحم عليه بعض الشيء- مكونًا من تسع مقطوعات جمعت مواضيع شتى بين تدليل الأبناء واسترضاء الأزواج وهجائهم والفخر والشكوى. وعلى طريقة الأقدمين في عدم الاستحياء من ذكر ما لا يتمشى مع الحياء أنهى المصنف فصل الترقيص بمقطوعة من بذيء القول ترقص امرأة بها موضع العفة منها.
ومجمل القول في الحماسة البصرية إن أهميتها لا تكمن فيما ضمته دفتاها مسبوق إليه، وإنما في كونها آخر "حماسة" تقع بين أيدينا من سلسلة الحماسات الكثيرة، التي توفر الأدباء العرب على مسرى تاريخنا الأدبي على تصنيفها وتقديمها كنماذج شعرية سائغة بين أيدي المتأدبين في فنون الشعر المختلفة لشعراء اختلفت أمزجتهم، وأزمنتهم وسمت أذواقهم ومشاعرهم.