إليه الأخطل شاعرهم الأول، فكل من الأخطل وأعشى ربيعة كان نصرانيًّا. وهي أبيات ذات فحولة وجزالة وطنين ورنين
يقول فيها صاحبها:
كأن بني مروان بعد وليدهم ... جلاميد ما تندى وإن بلها القطر
وكانوا أناسًا ينفحون فأصبحوا ... وأكثر ما يعطونك النظر الشزر
أأنسى إذا ما لم تنبكم كريهة ... وأدعى إذا ما هزهز الأسل الحمر
ألم يك غدرًا ما فعلتم بشمعل ... وقد خاب من كانت سريرته الغدر
كأين دفعنا عنكم من كريهةٍ ... ولكن أبيتم لا وفاء ولا شكر"*"
ومن الأمالي الجديدة ذات الذوق الرفيع في اختيار الشعر ما أملاه ابن الشجري في المجلس الثالث والستين1، إنه يملي ويشرح قصيدة بائية قالها ابن نباتة السعدي في الفخر، أبياتها سبعة وثلاثون يقول في مستهلها:
رضينا وما ترضى السيوف القواضب ... نجاذبها عن هامكم وتجاذب
فإياكم أن تكشفوا عن رءوسكم ... ألا إن مغناطيسهن الذوائب
نصون ثرى الأقدام عن وتراتها ... فتسرقه ريح الصبا وتسالب "**"
وهبنا منعناه الصبا بركوبنا ... أنمنع منه ما تطاه الركائب
إن ابن الشجري يشرح القصيدة شرحًا معتدلًا، وهو في تناوله هذه القصيدة يأخذ جانب الحس الأدبي أكثر مما يجنح إلى الإطناب اللغوي، وإن كان يعلل بعض الضرورات التي