وللثعالبي أكثر من كتاب في الأدب الأخلاقي: المطبوع منها: مرآة المروءات وأعمال الحسنات، ومكارم الأخلاق.
وأما كتب الثعالبي المخطوطة، أو على الأقل تلك التي نعلم بوجودها فهي التجنيس، غرر البلاغة وطرف البراعة، الغلمان، تحفة الوزراء، الشكوى والعتاب، المقصور والممدود، المتشابه، التمثيل والمحاضرة، طبقات الملوك.
هذا وإذا أردنا أن نستعرض موضوع كتاب أو أكثر من كتب الثعالبي فسوف نجد أن المؤلف كان متأنقًا في اختيار عناوين كتبه بحيث جعل لها جرسًا منغمًا، وإيقاعها منبهًا، والأمر في ذلك من الوضوح بمكان.
كتاب ثمار القلوب:
ولكن ماذا تحوي هذه العناوين الجذابة؟ الحق أنه بين العنوان والموضوع صلة أكيدة ووشيجة قريبة، فلو عرضنا لكتابه ثمار القلوب في المضاف والمنسوب، نجد أن المؤلف يقدم منهج بحثه في مستهل كتابه قائلًا: "وبناء هذا الكتاب على ذكر أشياء مضافة ومنسوبة إلى أشياء مختلفة يتمثل بها، ويكثر في النثر والنظم على ألسن الخاصة والعامة استعمالها، كقولهم غراب نوح، ونار إبراهيم، وذئب يوسف، وعصا موسى، وخاتم سليمان، وحمار عزير، وبردة النبي صلى الله عليه وسلم، وكقولهم كنز النطف، وقوس حاجب، وقرط مارية، وصحيفة المتلمس، وحديث خرافة، ومواعيد عرقوب، وجزاء سنمار ... وكقولهم أفاعي سجستان، وثعابين مصر، وعقارب نصيبين، وجرارات الأهواز، وحمى خيبر".
ويمضي المؤلف في مقدمته على هذا النسق، ثم يذكر أنه ضمن الكتاب واحدًا وستين بابًا جعل الباب الأول "فيما يضاف إلى اسم الله تعالى عز ذكره وجل اسمه" والباب الثاني "فيم يضاف وينسب إلى الملائكة والجن والشياطين" وهكذا يذكر موضوع كل باب حتى الباب الواحد والستين "في الجنات".
فلو اخترنا من الكتاب بابًا اختيارًا عشوائيًّا لكي نقدمه، وليكن الباب الخامس عشر مثلًا فستجد موضوعه "فيما يضاف وينسب إلى طبقات الشعراء" وموضوعات الباب هي حلة امرئ القيس، يوم عبيد، حكم لبيد، حوليات زهير، صحيفة المتلمس، قدح ابن مقبل، منديل عبدة، لسان حسان، سيف الفرزدق، بنات نصيب، غزل ابن أبي ربيعة، عين بشار، طبع البحتري، تشبيهات ابن المعتز، عتاب جحظة، غلام الخالدي1.